تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

جنون المال

لأب يعمل في منجم وأم معلمة ونشأ في عائلة فقيرة واحدا من بين خمسة أطفال لأبوين ينعدم بينهما الحب والوئام، فاضطر في عمر الخامسة عشرة إلى ترك المدرسة ليعمل في وظيفة كتابية مؤقتة ثم معلما فترة من الزمن، قبل أن يبدأ مسيرته الإبداعية الزاخرة والغنية رغم قصرها إذ توفي وهو في الخامسة والأربعين من العمر بعد صراع طويل مع مرض التدرن.

يعد لورنس واحدا من أهم الروائيين الانكليز في القرن العشرين وتعد الكثير من رواياته من روائع العصر الحديث، مثل (أبناء وعشاق) 1913 و(الأفعى ذات الريش) 1926 و (عشيق الليدي تشاترلي)1928 وغيرها. كما نشر ثلاث مجموعات قصصية مهمة وعددا من الدراسات النقدية وأدب الرحلات، فضلا عن المجاميع الشعرية التي كانت أولاها (قصائد حب) عام 1913، (حالات العشق) 1916 ، (انظروا! لقد خرجنا من المحنة) 1917، (طيور وحيوانات وأزهار)1923 و (أزهار بنفسج) 1929 ، وهي المجموعة التي احتوت القصيدة التي نترجمها هنا. طبعت أعمال لورنس الشعرية الكاملة بثلاثة أجزاء عام 1957.

 

جنون المال

المال جنوننا، جنوننا الجمعي الطاغي.

 

وبالطبع إن كانت الجموع مجنونة

فالفرد يحمل بذرة جنونه معه.

 

أشك في أن أي إنسان حي يعطي باونا

دونما غصة

ودونما رجفة إذا ما أعطى عشر باونات.

 

نحن جبناء، المال يجعلنا جبناء

فقد أذلنا، نمرغ وجوهنا بالتراب أمامه برعب غريب.

ولا عجب، فللمال سلطة مخيفة وقاسية على الناس.

 

إلا انه ليس المال هو ما يرعبنا هكذا،

انه جنون المال الجمعي لبني البشر.

فبنو البشر يقولون بصوت واحد: كم يساوي؟

أليس لديه مال؟ إذا فليأكل القذارة أو فليمت. –

وإذا لم يكن عندي مال فسيعطونني قليلا من الخبز

كيلا أموت،

لكنهم سيجعلونني آكل القذارة معه.

علي أن آكل القذارة، علي أن آكل القذارة

إن لم يكن عندي مال.

 

ذلك هو ما يخيفني

ويمكن لهذا الخوف أن يصبح مرضيا

انه خوف من إخوتي بني البشر المصابين بجنون المال.

 

علينا أن نملك قليلا من المال

ليخلصنا من أكل القذارة.

 

وهذا كله خطأ.

 

الخبز ينبغي أن يكون مجانيا،

المأوى ينبغي أن يكون مجانيا،

النار تنبغي أن تكون مجانية

للجميع ولكل فرد في العالم أجمع.

 

علينا أن نسترد عقلنا بشأن المال

قبل أن نبدأ بقتل بعضنا من أجله.

انه هذا الشيء أو ذاك.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1343 السبت 13/03/2010)

 

 

في نصوص اليوم