نصوص أدبية

تراتيل النوء

كيف ينحت شعرا ً

 

 (2)

لا ترتدي السواد

في مأتمي ...

خشية ان يتلاشى وقار سواد عينيك ِ

 

(3)

في ليلة ٍ ماجنة ٍ

تتسربلُ أحلامي

وفق محاذير النوء

وأسرار الضوء

صوب فضاء العريّ

.. فاتنة أنت ِ

جسدكُ البضُ

لوعة ٌ من ذهول

حدَ زهو الفصولِ

أو ربما دهشة

كانتشاءِ الفضول ِ

 

(4)

سأنحت َ لي قبرا من آجر ٍ

تحيطهُ (شناشيل)  بغدادَ

يبنيه يحيى السماوي

ويرممه كزار حنتوش

والحصيري ...

وعدنان الصائغ ...

وجواد الحطاب ...

ويتكأ عليه مخمورا

رشدي العامل

ذلك المتطاول كالنخل

هزيلا كالسعف

سيتكأ على قبري

بكاسِ الخمرِ المغشوشِ

 

(5)

اذكر ...

إنا كنا نجلسُ

على طاولة ٍ عرجاء َ

بحانةِ (كاردينا)

أو (شريف حداد)

في الصفراء ...

أو الحمراء ...

في الخضراء ...

أو الزرقاء ...

أنهض من قبرك

يا رشدي ...

لبعض الوقت !!!

لنواسي بعضنا

بدمعة لم نذرفها 

بعد ُ ...

أو قصيدة ٍ لم نكتبها

بعدُ ...

ربما نكتبها سوية

داخل ذات القبر

 

(6)

سنحيا ...

سنحيا يا رشدي

بمشية (آنو)

.. وفي العالم السفلي

ستسقينا (تيمات)

خمرَ النشوة ِ

كي نُبحرَ ثانية ً

داخل تلك النشوة

بذاك القيء

وفق قوانين الشعر

وملذات الخمر

على أنغام مقامات الفقراء

وأحلام السجناء

وفق تراتيل الموت

كي نستذكر

مجزرة الصمت !!!

ومسالخ الجلد

ومذبحة البوح

.. سنحيا يا رشدي

سيحدث هذا يا (أبا علي)

نعم ...

سيحدث حتما !!!

وكلانا نحاذي الموت

او الحب ...

او السكر ...

او الهذيان  ...

سيحدث هذا !!!

ونحن في قبورنا

على مشارف بغداد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1379 الاثنين 19/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم