نصوص أدبية

نظارات ادم

تتعالى ضحكات التلميذات وصيحاتهن أثناء تجوالهن في باحة المدرسة ...التي تحيطها شجيرات  قد رصفت بشكل دائري منسق ....تتراقص آمالهن بهجة عند ارتيادها ..تتسابق الى السمع بعضا من أغانيهن المتداخلة مع بعضها ..يتزاحم اهتمامهن بالفوضى وضجيج المكان .....تتجول إحدى المدرسات   لتشرف على نظافة قاعات الدرس استعدادا لاحتفال تقيمه المدرسة .

أنزوت إحداهن بعيدا  وحيدة ساهمة تبحث عن شيء لا تعرفه جاعلة وقتها سحابة كثيفة لألم يعتصر خيالها الصبياني المرهف ..لتبدو كمن يعاني من مرض عضال ...!

اقتربت مدرستها منها رويدا ...جفلت حين التقت عيناهما ..وبدى الارباك واضحا على ملامح وجهها ذي السمرة الداكنة والعيون الواسعة الذابلة ....بينما ينسدل شعرها فوق كتفيها بخصلاته المبعثرة الشديدة السواد ...مازحتها لتدنو من ترجمة أفكارها ..أجابتها بأبتسامة تعبة وصمت وهي تقلب أوراق دفترها وتعبث برسم خطوط وهمية ....تنهدت وأغمضت عينيها بعد ان غادرتها .لتهمس مع نفسها . في القرية نسمى   (بنات نوفة) لم لا نسمى باسم أبينا ..؟؟

اعتدلت في جلستها وبدى  ارتياحها واضحا ...لأجعل  من هذا الموضوع قصة جميلة ....ثم ليخط قلمها ....ان نوفة هي الزوج الكبرى لأبيها والتي يمقتها ولا يطيق معاشرتها فهي تذكره بأيام فقره وعوزه ...يسميها  (البائرة)

يعشق الوسطى ...جلبت له الفأل الحسن فيما تحسنت أحواله نحو الأفضل  أنجبت له الولد الذكر ...يسميها (أم الخير) ..يهمس بأذنها ..هفهافة  كحبة تين.

(العزيزة) لقب الصغرى يفضلها  على الاثنتين...يهمس بأذنها ..روحي أسيرتك وقلبي يحفك كل صفحة من خدك تساوي الف عام ..!

تتباهى الاثنتان بما همس لهما ...الا .. نوفة تلوذ بصمتها ...معها تخذله لغته ويتقرن لسانه ليرشقها بوابل صده وجفائه ...يهمس لها ...عقارب تلسعني ... نظراتك ...!!  .كأنه يلتقي غريما له .

نهضت نوفة متخذة قرارها  بنبذ رفيق حياتها .. وغريمها ..!

مع بناتها الثلاث يحط رحلها في الريف حيث أرض أبيها لتزرعها سنابلا وحبا لأيام بناتها

صرخة  داخل روحها لتجعله خارج أسوارقلبها ..بينما تنامت داخل روحها المكبلة بعشقه صور شوقها وأشجانها وحنينها لربوع صباها ....كادت ان تعجز في  أتخاذ قرارها ...عنوة شذبوا ضفائرها ...عنوة سرقوا أمانيها ...عنوة نهضت بقرار اللاعودة ... بينما تسمع بكاء قلبها وانشطاراته ...... وتلك المشاعر المتناقضة مابين حب وحقد.. لكنها حسمت أمرها..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1385 الاحد 25/04/2010)

 

 

في نصوص اليوم