نصوص أدبية

إنها تربطنا بخسائرنا ...الليالي / سنية عبد عون رشو

غلبني الهوى ..فارتحلت لذاتي ..... أي أعباء تعصف بهذه الذات ......ليس بمقدوره رؤيتها ....أّرّقه فراقها ......طريقها معبأ بصخور شديدة الحافات قد تجرح أو تميت ...!!

إشتعلت جذوة الحب لديه ....لم يعد يتذكر لقائهما الأخير .....ماعادت ذاكرته تسعفه .. ...... إبتسم للمرآة وهو يحرك ماكنة الحلاقة فوق ذقنه متطلعا الى عينيه اللتين بدا عليهما التعب .....همس لنفسه .......ليس عليك أن تقلق ......ما زلت جذابا .....!!

في القطار المتجه نحو مدينة ( ...) كان لقاؤهما الوليد.....كل منهما يحمل (إضبارته) ....... التي خط فوقها الى كلية الزراعة

إندهشا لهذه المصادفة التي راقت لهما ....تلتها مصادفة أجمل ....ظهور إسميهما بذات القسم....

شهدت بعضا من نشاطه السياسي .....فخالته فارس أحلامها ..القادم من العصور الوسطى ...شدّها ببساطة ملبسه مع أناقته المميزة

إنه يمتلك وعيا ثقافيا متنورا وفكرا حرا .....يتمتع بمنطق جريء وقوة في إقناع الآخرين بأفكاره......إجتذب عدد غير قليل من زملائه .....وهي منهم ....تاركة وراء ظهرها تزمت أسرتها الموالية للسلطة ....والتي بدورها تسند تجارتهم ...!!

 

 يشفق عليهم أساتذتهم ....يظهرون مقتهم أحيانا ....واصفين تصرفاتهم بالصبيانية .......لعدم درايتهم إنهم الشاة المعدة للسلخ متى شاء الجزار ....!! وإنهم تحت المجهر الدقيق ......لكن من يجرؤ على نصح قلوب غضة طرية ....وهم يترصدون حتى خائنة الأعين .....يعرفون بقصائد شعره الشفيفة

 التي يتداولها أصحابه سرا ..

عقوبته من قبل السلطة كانت بأهماله فقط ....وهذا من حسن حظه

 

 

مارست هي عملها في دائرة قريبة ....ومساءً تشرف على مشتل متنوع الأصناف يديره إخوتها يتوسط قلب المدينة ... !

حطمت نوال أقفال قلب سعيد التي أغلقها أمام سحر أي إمرأة قابلته .....تشغله القضية التي اّمن بها .....إلا نوال ...التي خطت أهدابها بمهارة قصيدة حب سرمدية علقت بروحه بصدق ووفاء ....

امتلأت صحراء قلبه بارتجافة غريبة لأول مرة ....وهي تروي له حلما رأته ليلة أمس ....فرأت ان هناك إمرأة كتبت إسمه بالحناء فوق راحة كفها الأيمن ..

اللقاء بينهما خلسة خلال أزمنة متباعدة ......سأنتظرك كل العمر ...

يكتفي بهذه العبارة منها ....! وتكتفي أن تسرق نظراتها الخجلة شوق عينيه

 

وإن كانت ....لثوان ... فهي عمر ربيعها والمطر ...وزادها لأيامها المجدبة القادمة ...

عام يأكل عاما ....كلما تقدم لخطبتها ترفضه الأسرة... .لا يملك إلا الانتظار الحميم

تدافعت الناس في الطرقات ...في الشوارع .....قد سقط الصنم ....كان وضعهم شاقا وعناؤهم كبيرا ......! كأنهم موجات بحر في حالة من مدٍ وجزرٍ

توالى الهدم على بغداد ....حين تجمع الناس في شوارع اوروك مطالبين كلكامش بالقضاء على خمبابا الظالم ...!! ..   الشعب صانع الحياة

يتوالى الهدم على بغداد .....لتنكسر شوكة المتزلفين .....غادر إخوتها الى دول الجوار خوفا على تجارتهم ومصالحهم ...تاركين أباهم

يتمتم بكلامه على فراش مرضه......ها هي اللعنة حلت بي ...!!!

شدّ بقوة على يدها طالبا من ربه المغفرة ...! إن هناك في العمر بقية للغفران ..يا أبي .....!!

 

عندها توقف الزمن ... فكان اللقاء .....لا يشعران بهول الصواريخ التي سقطت مثل المطر ....ولا زعيق الطائرات الذي يشبه العاصفة ....!!

 

أمام القاضي تذكرا إنهما على عتبة الأربعين .....!!!

لا ضير ...... هنالك ......متسع ....خارج الزمن ....!!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1449 الثلاثاء 06/07/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم