تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

أغنية الصباح لسنلن / عادل صالح الزبيدي

 تلقى تعليمه في هارفرد حيث كان من بين زملائه في الدراسة ت. س. اليوت وعزرا باوند والفيلسوف جورج سانتايانا الذي كان لأفكاره الأثر الكبير في شعراء الحداثة بما فيهم كونراد أيكن.

بدأ أيكن النشر مبكرا فأصدر أول مجموعة شعرية له وهو في الرابعة والعشرين بعنوان (الأرض المنتصرة) عام 1914 توالت بعدها مؤلفاته العديدة التي بلغت خمسا وثلاثين مجموعة شعرية وخمس روايات وخمس مجموعات قصصية فضلا عن سيرة ذاتية فريدة نشرها عام 1950تلقي الكثير من الضوء على الحداثة الشعرية وأبرز روادها. نال شعر أيكن العديد من الجوائز المهمة مثل جائزة البوليتزر  وجائزة الكتاب الوطني وغيرها.

تعد القصيدة التي نترجمها هنا من بين أهم قصائد الشاعر وتظهر فيها شخصية (سنلن) الذي يتخذها الشاعر "قناعا" شعريا في العديد من قصائده.

 

أغنية الصباح لسنلن

انه الصباح، يقول سنلن، وفي الصباح

عندما يقطر الضوء عبر النوافذ مثل الندى،

أنهض، أواجه شروق الشمس

وأفعل الأشياء التي تعلم آبائي أن يفعلوها.

النجوم في الغسق الأرجواني فوق أسطح المنازل

شاحبة في ضباب زعفراني وتبدو محتضرة,

وأنا نفسي فوق كوكب منحدر سريعا

أقف أمام مرآة وأربط رباط عنقي.

 

أوراق الكروم تقرع نافذتي,

قطرات الندى تغني لحصى الحديقة،

أبو الحناء يغرد في شجرة الأزادرخت

مرددا ثلاثة ألحان صافية.

 

انه الصباح، أقف جنب المرآة

وأربط رباط عنقي مرة أخرى.

بينما الأمواج القصية في شفق وردي شاحب

تتحطم على شاطئ رملي أبيض.

أقف جنب مرآة وأمشط شعري:

كم هو صغير وأبيض وجهي!—

الأرض الخضراء تنحدر عبر مجال جوي

وتعوم في لهيب فضائي.

 

ثمة منازل تتدلى فوق النجوم

ونجوم معلقة تحت البحر...

وشمس بعيدة في صدفة من صمت

ترقش لي جدراني...

 

انه الصباح، يقول سنلن، وفي الصباح

أليس عليّ أن أتوقف في الضوء لأتذكر الرب؟

منتصبا وصلبا أقف على نجم غير مستقر،

انه كبير ووحيد كسحابة.

سأكرس هذه اللحظة أمام مرآتي

له وحده، لأجله سأمشط شعري.

فاقبلي هذه القرابين المتواضعة، يا سحابة الصمت !

سأفكر فيك وأنا أهبط السلّم.

 

أوراق الكروم تقرع على نافذتي،

أثر الحلزون يشع على الحصى،

قطرات الندى تلمع من شجرة الأزادرخت

مرددة لحنين صافيين.

 

انه الصباح، أستيقظ في فراش من صمت،

مشرقا أنهض من مياه النوم الخالية من الأنجم.

الجدران حولي لم تَزَل مثلما في المساء.

إنني نفسي، والاسم نفسه لازلت أحتفظ به.

 

الأرض تدور معي، ومع ذلك ليس فيها حركة،

النجوم شاحبة بصمت في سماء مرجانية.

في خواء يصفر أقف أمام مرآتي

غير مكترث، وأربط رباط عنقي.

 

ثمة خيول تصهل على التلال القصية

مطلقة أعرافها البيضاء في الهواء

والجبال تلمع في الغسق الأبيض-الوردي

أكتافها سود من المطر...

انه الصباح، أقف جنب المرآة

وأفاجئ روحي مرة أخرى؛

الفضاء الأزرق يندفع فوق سقفي

ثمة شموس تحت أرضيتي...

 

...انه الصباح، يقول سنلن، أهبط من الظلام

وأرحل على رياح من فضاء إلى حيث لا أعلم.

ساعتي معبأة، مفتاح في جيبي،

والسماء تظلم بينما أهبط على السلم.

ثمة ظلال عبر النوافذ، غيوم في السماء،

ورب بين النجوم؛ وسوف أذهب

مفكرا فيه مثلما قد أفكر في طلوع النهار

مدندنا لحنا أعرفه...

 

أوراق الكروم تقرع على نافذتي،

قطرات الندى تغني لحصى الحديقة،

أبو الحناء يغرد في شجرة الأزادرخت

مرددا ثلاثة ألحان صافية.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1459 الجمعة 16/07/2010)

 

 

في نصوص اليوم