نصوص أدبية

الموت ُ جميل ٌ هذا الصباح / علوان حسين

هل حقا ً هذا هو جسدي

أين رأسي إذن ؟

المرايا التي تحاصرني من كل الجهات

والعتمة التي تتنفس في دغل ٍ يسمونه الكون

تشاركني متعة النوم في حديقة الكوابيس

الكوابيس ُ المسرات ُ تلعب ُ معي على الأريكة

تغويني بالموت هذا الصباح

على سرير ٍ من ماء

وموسيقى ناعمة تتسلل ُ مع الهواء .

في الحديقة المجاورة تموت قطة ٌ وحيدة ٌ

بهدوء ٍ وصمت ٍ جليل ٍ .

قطة ٌ وديعة ٌ فضلت الموت في الصباح

تاركة ً الشمس وحفيف الأشجار

والمواء بصوت ٍ عال ٍ

كي تستدرج َ العصافير َ إليها وقت الغداء .

تنهدت الوردة ُ على غصنها

وطار العصفور ُ بعيدا ً

الفراشة ُ يغويها النور ُ

وهذا الصباح ُ الجميل ُ يغوي بالإنتحار .

الفراشة ُ تثمل ُ بعبير ٍ هب َ مع الريح ِ

آه لو كانت تطير ُ في الغابات

أو تتنزه على ضفاف بحيرة ٍ

ولو في حلم ٍ مكسور ٍ .

آه لو كان العراق ُ نهرا ً لشربته ُ كله ُ

كما يشرب ُ العصفور ُ ضحك َ النهار .

لو كان العراق ُ ذئبا ً

لصرخت َ به تعال فجسدي يصلح ُ أن يكون َ وليمة َ

هذا الصباح الجميل .

هذا العراق ُ يُلاحقُني حتى وأنا على حافة الموت

أمشي وأتعثر ُ به ِ في الطريق

يمشي ويراني أحلم ُ به

أو يتبعني في أحلامي

هذا العراق ينبت في كل عشبة ٍ على الأرض

في وجه كل امرأة ٍ أراه ُ

وحين أغلق ُ باب حيرتي

أظل ُ وحيدا ً في الغرفة ِ الصغيرة

أجده جالسا ً بإنتظاري .

لا بلاد َ لي كي أظل َ وفيا ً لها

لا امرأة ً كي أتزوج َ ظلها

أو أموت َ حنينا ً إليها .

لي الليل ُ صديق ٌ وخل ٌ

ولي كأس ٌ فارغة ٌ

تـُسكُرني ثمالة ٌ شعرية ٌ تـُنقصُها المجازات ُ .

لي القصيدة ُ شاحبة ٌ 

ليتها كانت ضبابا ً بلا كلمات .

لماذا نبني بيتا ً من رماد الحروف

ولماذا أشعر ُ بالذنب كوني أعيش ُ كطيف ٍ

في حياة ٍ تفر ُ من يدي

كلما فكرت ُ أني أحملها فوق رأسي

كما تحمل ُ الأرض ُ البراكين َ

هل ضرورية ٌ هي النار ُ

لحظة َ هبوب العاصفة ؟

سأرقص ُ في موتي كما ترقص ُ الراقصات ُ

فوق عناقيد العنب ِ الناضج ِ

هل نضج َ موتي وحان موعده ُ

لماذا أراني واقفا ً وهو جالس ٌ كملاك ٍ يحدق ُ بي

هل تـُرانا نعيش ُ معا ً

ونشعر ُ بالنقص ِ والوحدة ِ والحزن الغامض ِ

وبالرغبة ِ بالموت ِ في هذا الصباح البهي ؟

شاعر من العراق يعيش في ........

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1512 الجمعة 10/09/2010)

 

في نصوص اليوم