نصوص أدبية

ترويض / سنية عبد عون رشو

أوصى زوجه . بعياله . وداره . وثوره ذراعه الأيمن في مزرعته ….لكن ذلك الثور اللعين اختفى وليس له أي أثر …أغلقت مزلاج بابها الخشبي متأوهة ….صخب الطريق وصرير العربات المارقة يمنح روحها شعورا باللاجدوى ….ألقت الحيرة في نفسها سحابة من عتمة ….تلعثمت حين تفقد ثوره بعد عودته …فهي تخشى غضبه وزخات لسانه الحادة …فهو يجمع بين مهارة التجارة وامتلاكه نوعا من الحماقة والسذاجة ….!!

أخبرته.. إن ثوره قد تحول إلى رجل وقور …وقد أشتكى من ظلمه وقسوته حين سمع محاورة بين رجلين عن قرية العجائب ….التي تعاني من حاجتها إلى ( شيخ القبيلة ) ….ارتدى ثورك ملبسا فاخرا وقصد تلك القرية طامعا بذاك المنصب …..هزّرأسه …وغزت وجهه ابتسامة باهتة ..ثم أشاد بجرأة ثوره وقوة إقدامه ….لكنه شعر بإنقباض روحه لعدم وفاء الثور له ….!!

شد رحله وأسرج فرسه يتطاير شرار حماسه بين حوافرها وهي تثير غبار الصحراء …

.. محاولة لاسترجاع الثور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لماذا هجرتني …..يا صاحبي …؟؟….فقد أطعمتك الحشائش الخضر الندية وكانت رأفتي بك أقوى من قسوتي …!! يرمقه الشيخ بنظراته متفحصا

 

مستفهما..!

 كنت أخشى على عينيك من ألم العصابة فلا اترك الناعور تدور .. إلا قليلا..

يستل أحد رجال الشيخ خنجره من غمده …..ينهره الشيخ بإشارة له أن يجلس ويصمت ….يتابع الضيف …عد معي ..إلى مزرعتنا ...ودارنا ..وزوجي التي ترعاك …إنها حزينة لأجلك !!!

.الشيخ …أهلا بضيفنا المبجل ..!

الضيف …يا للغرابة …كيف تعلمت المنطق …؟؟؟…

.الشيخ …كنت أسمعه منك فحفظته ….عندها رفع الضيف قامته ونفخ صدره ثم فتل شاربيه ونظر إلى الحاضرين ….ولسان حاله يقول ….أنا من علم شيخكم الحكمة والمنطق ....

سأشد الرحال معك أيها الضيف .... بعد إنقضاء مدة ضيافتك …ولكن .عليك بسرد قصتك كاملة … ومعرفة سرك ....!!!!!

…تجمع الرجال لسماعه في ليلة قمراء يطيب فيها السمر

داهمته نوبة من حماسة تفصح عن صدقه برواية زوجه …وحقه في استرجاع ثوره ….مستعينا بإشارة يديه ورأسه ..كأنه محام بارع في قاعة المحكمة.

أسر الحاضرين والشيخ ببلاغة حجته

وقوة دفاعه ....فأنتاب الشيخ الفضول والحيرة معا.....ولم يصغِ لنصيحة من أحد .....!! فقد عزم على مصاحبته ...!!!

 

كلاهما يفكر بما يقوله لصاحبه ....وهما يقطعان تلك الصحراء ....!!

تحدثا عن التجارة والصيد والمزرعة والنساء .....!!

أقام الشيخ في داره ثلاثة أيام .....ثم .سأله ... بعد أن تعرف كل منا على الآخر .........أما زلت تعتقد إني ...ثورك ....؟؟؟

أجابه ....بكل تأكيد ...!! 

 تنفس الشيخ عميقا ....رفع رأسه صوب زخات المطر المنهمرة من أبواب السماء يصاحبها زمجرة الرعد ....

تمتم الشيخ محدثا نفسه ...جدي كان حصيفا ....لكن عشبتي ذبلت ....تفرق أهلي الطيبون ....!!!!

 الآن أمتلك نوعا من الشك ....!!

إني .... ذاك ..... الثور ....!!!!

 

 وإني بحاجة لاكل أصابعي ندما .....!!!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1518 الخميس 16/09/2010)

 

 

في نصوص اليوم