تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

متحف السلام في هيروشيما / باسم فرات

حكاياتٍ توغلتْ القسوةُ فيها والألَمُ

خلفَ الزجاجِ ثمةَ حِدادٌ زادَهُ الزمنُ نضارةً

ثَمّةَ بَقايا رَمادِ الضحايا،

أشباهُ ساعاتٍ تُشيرُ إلى الثامِنَةِ والربعِ صَباحاً

دُمًى عليها آثارُ أصابعَ احترقتْ

قلائدُ صَدِئةٌ، ما بقيَ من طفولةٍ ابتلعَها الجحيمُ

في الأقفاصِ الزجاجيةِ قافلةُ أحلامٍ تَجمّدتْ

وكثيرٌ من حماقاتٍ وخيالاتِ مرضى أثقلتْ أكتافَهُم النياشينُ

على الحافاتِ نَسيَ الوقتُ نهاراتِهِ

وهو ينصُتُ للأراجيحِ التي تكدّسَتْ في الغيومِ

 

رَوائحُ المَراراتِ تَخنِقُ المرورَ عَبْرَ الطوابقِ

هَواجِسُكَ سَوفَ تَستبيحُ كلَّ شَيءٍ

إنها المِحنة ُ تَدخُلُ أوكارَها البريةَ

الضبابُ يُجفّفُ الساحِلَ من البَهجةِ

والصخرةُ التي طالما أثقلتْ كاهلَ سيزيفَ

هاهُنا تَجِدُها وقدْ تلاشتْ

ضَجيجُ المدينةِ مُختزلاً بِحَشْرَجَةٍ مُعلّبةٍ على هيئةِ بضْعِ كَلِماتٍ

الفردوسُ، وهمٌ نَطلُقُهُ لتنويمِ الفجيعةِ

وآبُ لم يكنْ لَهّابًا فقطْ، إنّها السماءُ فَتَحَتْ أفواهَ جَحيمِها

فَراغاتٌ تَنْمو كَالعَدوى، وَالكَراهيةُ فِطْرٌ نَبَتَ في كلِّ مَكانٍ،

وبالظلامِ كلُّ شَيْءٍ اكتَسى

لكنْ حَياةُ الراهبِ مَلساءُ

تُغوي حِكْمَتُهُ قاربينِ بالجنوحِ إلى السرمَدية

لا سامورايَ هُنا..

وَكُلُّ شَيْءٍ يَدُلُّ عَلى الندَم.

هيروشيما

كانون الأول 2007

 

عراقي يعيش في فِيَنْتان عاصمة جمهورية لاوس الديمقراطية

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1530 الاربعاء 29/09/2010)

 

في نصوص اليوم