نصوص أدبية

صلاة امرأة / علوان حسين

أحيانا ً أفكر ُ في القتل ِ

لكن قلبي الهش ُ

لا يسمح لي بقتل ِ فراشة ٍ

والكآبة ُ تـُطاردني حتى في أحلامي .

أحمل ُ الغابة َ في قلبي

والكآبة َ كبيت ٍ متنقل ٍ .

أحمل ُ البلاد َ ليس كذاكرة ٍ

 غائمة ٍ بين القارات

كحب امرأة ٍ تنثر ُ أناها

كالعطر ِ في الحواس ِ .

لو أن الكآبة َ كانت

 امرأة ً فائقة َ الجمال ِ

هل على قلبي أن يسع َ

 امرأة ً فائقة الكآبة ِ

ماذا سوف يكون ُ

 شَكل َ الكتابة ِ وقتها

والقصيدة هل يكون ُ

 لها مذاق َ الدمع ِ

وشفافية َ الوردة ِ حين يجرحُها النسيم ُ ؟

لكن الكآبة َ هي السحابة

 وقد تصالبت كحصاة ٍ

تنبت ُ في الرأس ِ .

بهدوء ٍ كفكرة ٍ تتناسل ُ

 من فكرة ٍ غيرها

لا تـُشبه ُ حالة َ التلاشي هي

ولا الركض ُ في أثر سراب .

أهي الوجع ُ أم الروع ُ

 في لحظات ِ الموت ِ ؟

الموت ُ قد يأتي

الكآبة ُ قيلولة ٌ بين َ

 فكي أسد ٍ جائع ٍ .

صلاة ٌ بلا أمل ٍ هي

وأنتظار ُ من لا يجيء أبدا ً .

الكآبة ُ حريق ٌ في ماء ٍ

كحية ٍ تلتهم ُ قمرا ً نائما ً

 في بحيرة ِ الجمال ِ .

الكآبة ُ دمع ٌ وقد

 شبت فيه ُ النار ُ .

ماذا تفعل ُ القصيدة ُ وهي

تراود ُ الشاعر َ في عزلته ِ

 وتتركه ُ نهبا ً للوساوس ِ والكلمات ِ

التي راودت سواه ؟

للكآبة ِ هسيس ُ نهر ٍ خفي ٍ

وعاطفة ٍ غائمة ٍ .

الكآبة ُ ليست امرأة ً نتزوجُها

ثم نُطلقُها وقت َ إكتشاف الخلل .

الكآبة ُ أن نسقط َ

 من جبل ٍ إلى هوة ٍ

ولا نكتشف ُ موضع َ

 الجرح ِ في الجسد ِ .

الكآبة ُ أن نصل َ الطريق َ

بين المعنى الملتبس ِ

 والوضوح ِ المفرط ِ في الكلام ِ .

الكآبة ُ

 حين تسطو عليك الكتابة ُ

بلا مناسبة ٍ تهشم ُ مرآياك َ

وأنت َ جالس ٌ على الأريكة ِ وحدك َ .

تسرق ُ منك َ عطر َ الوردة ِ

تسرق ُ الوقت َ من الوقت ِ

وتـُسرق ُ مايُسرق ُ من القلب ِ

صفائه ُ

كما تسرق ُ من النبع ِ مائه ُ وسريرته ُ .

الكآبة ُ كالفأس توغل ُ

 عميقا ً في الرأس ِ

دون َ أن تخلف َ قطرة َ دم ٍ واحدة ٍ .

هي مراوغة ٌ ومغوية ٌ

 كمراهقة ٍ تستثيرُها لعب ُ الأنوثة ِ .

هي لوليتا وقد أدمنت لعبة َ الأغواء ِ .

وهي الطفولة ُ تمارس ُ الأغراء َ معي

لتسحرَني وتسحقَني وتـَعيدني كالطفل ِ

نحو طفولة ٍ منكسرة ٍ .

تلاحقُني رائحة ُ الحليب ُ والنهر ُ والبرتقال ُ

يلاحقُني قمر ٌ لم تكتمل إستدارته ُ

ولا بزغ َ الضوء ُ حين يشف ُ

 في الليل ِ ثوب ُ الصباح .

في صباح ٍ كان القمر ُ فيه ُ

 يطل ُ من شباك الجارة ِ

لكن جماله فوق طاقتي على التحمل ِ .

كان جمالا ً حزينا ً

وقد داهمتني كآبتي في الصباح الطري .

كالحنين ِ حين يهيج ُ في الخمرة ِ

وكالخمرة ِ حين تدب ُ في عروقي .

الكآبة ُ هي الفأس ُ

حين تتوغل ُ عميقا ً عميقا ً

في الرأس ِ .

 

شاعر من العراق يعيش في كاليفورنيا

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

 

 

في نصوص اليوم