نصوص أدبية

أماكن للحب .. سيدتي

يبني قصراً من رمل ٍ

ثم يسميه ...

ينهار القصر من العصف

يبكي الطفل

تحتضنه الموجة

ثم يعود ليبني كوخا ً

من قصب ٍ

ويسميه على أسمي

 

 (العمارة)

جسدُ من خضرةٍ

هي العمارة

ناس طيبون

ومائدة عامرة بـ (المسكوف)

ورائحة البرديّ

...

يجيء وجهك يا (ست الحسن)

من رائحة الشيّب

ومدارات الاهوار

وعيون الحسناوات

فمن أسمك

اشتق العباسيون

فنون زخارفهم

 

 (طنجة)

سافرت كثيرا

عرفت الحب كثيرا

وكثيرا ما متُ

من وجع الأيام السود

ورائحة الحجر السرية

وأروقة التحقيق

لكني لم أرَ عرساً

كعرسك يا طنجة

يا باحة َ العشاق ِ

يا روضة الأشواق ِ

وقِبلة الزمان ِ

مشتاقُ لبحرك ِ يا طنجة

وإطلالة أسبانيا

مشتاقُ (للزنقة)

وحبيبة قلبي ( فاطيما)

 

* سيدتي

أحببتك ِ

من ألف ِ عام ٍ ونيف

مذ كان في المدى

ألف عصفور ٍ

يطير ...

فوق هزاليّ المنخور

وألف ُ حمامة بيضاء

كانت في المدى

تحط ...

على حروفيّ العذراء

ترسم لوحة للضوء ِ

في مخيلة الظلام

أو فوق ملامح المطر

سيدتي ...

هل .. ما زلتِ هناك

أمْ .. غادرت المكان

والزمان

للتو ...

لمحتك وخلفك ألف عصفور

يطيرُ ...

وألف حمامة بيضاء كالنور

تحط  ُ ...

فوق ذاكرتي

على الأحزان

على الجدران

تكويني بنار الحب

والشوق القديم

.. كالسعف أنت ِ يا حبيبتي

يحضنُ نخلة َ الجمار

وأنا دثار ُ الليل

وشمعة تومض ُ في احتضار

لتنير ليلك ِ المحزون

وظلك ِ المسكون

بالجنون

الآن ...

تفلت كل العصافير من يدي

والحمام ...

ليتك تدركين

باني مثل الضوء

أخترق المكان والزمان

 

سعدي عبد الكريم

 

 ......................      

1- (الشيّب) مدينة في العمارة

 2-(ست الحسن) اسم أمراه

3- (زنقة) محلة باللهجة المغربية

 4- (فاطيميا) امرأة من المغرب.

                 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1110  الخميس 16/07/2009)

          

 

في نصوص اليوم