نصوص أدبية

هامشٌ على متنِ العشقِ في حضرةِ ليلى

من العشقِ جدّاً، أم لعلَّكَ أبكمُ

وأنتَ بلا شكٍّ خيالُكَ قاتِلٌ

فقل كيفَ أعياكَ الكلامُ المُرنَّمُ

وكيفَ تلاشى الشعرُ وهو ملاذُنا

قديماً، وكيفَ الآنَ يُرتَهنُ الفمُ

عليكَ بأن تعطي القصائدَ حقَّها

من الوجدِ أو تنسى بأنَّكَ مُلهمُ

وإن شئتَ أن تبقى القصائدُ منزلاً

ولا عشقَ مسفوحٌ على وجهِهِ الدَّمُ

فقل إنَّ شعراً أنت قائلُهُ بدا

لسامعِهِ قرداً يحاكيهِ أجذمُ

فما الشعرُ إلا ما يُقالُ وكلَّما

سمعناهُ غابَ العالمُ المتجهِّمُ

ولم يبقَ في كلِّ البصائرِ ماثلاً

سوى عالمٍ لم يتَّضحْ منه مَعلمُ

وما الشعرُ إلا جنَّةٌ خيرُ ما بها

إذا أنتَ حقَّقتَ النعيمَ جهنَّمُ

وليلاكَ يا مولايَ فافهمْ قصودَها

يزلزلُها نبضٌ من العشقِ مُغرمُ

ولكنَّها أنثى سعادتُها بأنْ

تراكَ قتيلَ العشقِ لو كنتَ تعلمُ

***

 

 أجل، كنتِ أنتِ العشقَ في عالمِ الرؤى

ولم يكُ في قلبي العراقُ المعظَّمُ

ولم يكُ حبُّ الأرضِ يشغلُ مهجتي

فلم يبقَ إلا حبُّكنَّ المقدَّمُ

ولم تكُ أمريكا مليكةَ أمرنا

 على كلِّ أنفٍ شامخٍ تتزعَّمُ

ولم يكُ هذا العالمُ الرحبُ حينها

إذا قيلَ في الأقطارِ قد عاشَ مسلمُ

يضيقُ كثيراً مثل ثقبٍ بحائطٍ

يشاهدُ منهُ الكونَ شَخصٌ سَيُعدمُ

***

على العاشقِ الآنَ الحياةُ ثقيلةٌ

كما انَّ طعمَ العالمِ الآنَ علقمُ

وصورتُهُ ليست سوى الوحشِ عندما

على كلِّ شعبٍ واحدِ الشملِ يهجمُ

فإن أكلَ اللحمَ الشهيَّ جنابُهُ

وقد بقيت من بعدِ ذلكَ أعظمُ

يصالحُ قطعانَ الكلابِ لتغتذي

من الهيكلِ الدامي تمصُّ وتقضمُ

***

 

تخلَّي عن العشقِ النسائيِّ والهوى

فلاتَ أوان العشق والضوءُ مظلمُ

ولاتَ هوىً يعطي لوجهِكِ حقَّهُ

وذا وجهُ أمريكا القبيحُ مُخيِّمُ

خذي الآن قبضاً من ترابِ غرامِنا

القديمِ فألقيهِ ليخشعَ مجرمُ

وما خشعت أضلاعُهُ فرطَ ما بها

من الخاطرِ الحسّاسِ بل كادَ يندمُ

على أنَّ أنفاسَ الحياةِ بصدرِهِ

يقطِّعُها هذا الشعورُ المحطِّمُ

بأن لم يمت قبل النزالِ وأنَّهُ

يموتُ مراراً في العراقِ ويُرجَمُ

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1119  السبت 25/07/2009)

 

 

في نصوص اليوم