نصوص أدبية

مرافئ المساء

ابتهالاتُ المرايا تَجرفُني

إلى مَوانئ ِالذاكرةِ وخَواطِرِ السَريْـر ِ

مُسافراً باشتعالاتي على بِساطيَ الشعري

لأغتربَ في نفسي.

مـُجوني مـُخضـَّبٌ بصمتي

لوعتي تستضيفني مُؤرشـَفاً 

على وسادة ٍ عتيقة،

كُنّا نرتشفُ الحبَّ

تحتَ إزارِ  الليلِ

ونـُعتـِّقُ القبلات ِ

حتى يُنهَكُ  زفيرُ  الشوق  بآهاتناِ

فتـَصطفـِينا ثـَمالة ُ الحياءِ

عاشقَينِ،

كُنّا نَحتسيْ دقـّاتِ الخوفِ

بشفاهٍ زرقاءَ  

طمعاً، أيُّـنا أمْهَرُ بفروسيةِ  التيه ِ

وتعتصرُ أضلاعَنا أراجيفٌ 

توشِمُنا بالخيالاتِ

على سُطورِ الغد.

كُنّا نـَتدثـَّرُ بالصَمْتِ

ونغفو على لـِهاثـِناْ

تاركينَ الوقتَ

يَتَلظى...

إلى  آخرِ سكرةٍ من هَذيـِنا .

كنا نلتحفُ بروح ٍواحدةٍ

ونتقاسمُ الجسدَ حتى يوقظَ  هجيعُ الصمت ِ

ثمالةَ الماء في غربةٍ توسَّدَتـْها الشمس،

أراني وبعدَ ذاكرة ٍ ونيف

أتسوَّلُ في مسافاتٍ تزدحمُ  بكِ  

والزمنُ طاعنٌ بالشوق ِ يعصِرُ ساعاتِهِ

لينشُرَها على حبالِ الانتظار،

هلُمِّي إليَّ نحتسي الأنفاسَ ونُغْمِضُ الماضي

قـُبلاتُنا مازالتْ تترنحُ على شفاهِنا

كَما تترنحُ  الأنظارُ على خصر ِراقصةٍ،

أسافرُ فيكِ  إليَّ حينَ تلامِسُني مَفاتنُ الماء ِ

وتمتدُّ عينايَ على مِساحَة ِالجَمالِ

حينَ  تُخالطُ الرُوح.

امنحيني.....

إقامة ً في قلبِك حتى يَخفِقُ الحبُّ

فأتجنسُ بِك.

امنحيني فرصة ً ولا تحكمي عليَّ بالظنِّ

فتجلدُني سياطُ الندمِ علىْ مَرأى من قـَصيدي.

احبُّكِ في جَوفِ هـَلوسَتيْ

أحبُّكِ قبلَ بَوحيْ وَبعدَ صَمتيْ

أُحبُّكِ قبل تنقيطي..... وبعدَ تفقيطي.

نطقتُ باسمكِ فَتلذّذْتُ بـِصَوتِيْ

واحْتَضنْتُ سَمعيْ لمـّا قـُلـْتِ :

يا حَبيـبي.

هـَلمِّي إليَّ  فَمازالتْ  لـُغَتِيْ  تَتَزاحَم ُ فيكِ

ألقاً .....

يا قلعةَ ضادي ومُعْتَكفيْ

يا فاكهةَ حرفي في محبرتيْ

لا تـَئِديْ وَحشَتَك بالسكوتِ

حينَ يَشِنُّ قلبيْ عليَّ شعراً.                                              

                       

اسقني لأزهرَ في قدح ِعينيك

aesh_ alhatabAA عائشة الحطاب

 يا جموحي

عطرُك انبثقَ في مَخدَعي

وطفقَ عشبُ الندى ودغدغ..

خطوط َ يدي

ضفائري منتفخة ٌمسافرة ٌ في التعب

تهوى أن تحلقَ في مدارِ جرحي

فمتى يزهرُ اللوزُ في قناطري؟

ربَّما تعبَ ظلي على كرسي الانتظار ِ

لكنَّ حلمي لامسَ محيطَ القلبِ

أفاقني رنينُ جرس الغياب ِ

أخطأتكَ يا تعبي المشوه َ

في اقتضابي

دفنتُ سنة َالسخرية ِالقارصةِ

ومنحتُ قلبي لضوءِ القمر

أشيِّعُ خفقي في أثيرٍ هادئٍ

فيا أيـُّها الليلُ لا تـُهيِّجْ عاصفتي

لا القدرُ فيَّ أرتعدَ

ولا نامتْ مسافاتُ الهوى

فلماذا لا أشعرُ برعشة ِوجدٍ...

ترممُ دمَ قهري؟!

مجنونة ٌأعماقُ قلبيْ تـَهربُ بفتنتِها

لا لهفة ٌتتموجّ مثلَ الغمام ِفي دربي

فمن يـَهبـُني شراعاً أبيضَ

ويـُلقيني في اليمِ الهادئ ِ

من يـُعمِّرُ قهوتيْ في الصباحِ

ويغرقُ في أنينِ شوكتي

من يصدحُ في رأسي

ويعلمُني مناشدة َهذي ِغبطتي

من يؤذنُ في عـُنقي طويلاً

بدونِ خوفٍ

سألبسُ قماط َالأرضِ

وأتزيـَّنُ بأجراسِ الغابات ِ

سأحلمُ بلا مهادنة ٍفي حقول الشمس ِ

وابتهجُ كقبرةِ الضواحي

لا تخذلني..

وكـُنْ أمامي أيُّها القدرُ

فحينَ أنتهي من وجه ِالقرارِ

سأصعدُ أيارَ الأنيقَ

وأدخلُ اللحدَ

سأقتلُ ثورة َضميرِكَ

على قبرِك الأجردِ

لن يمنعَني ضبابُ خريفِكَ

وزمنـُك المعقودُ تحتَ صدري

فمدينتي أنوثة ُالماءِ

وسطو دمي كجيشِ التتارِ

 

-2-

قلبي ينبضُ مني

يتمددُ فوقي بدون ِانـْتظار

لم احملْ هزيعَ المراكبِ الهاربةِ

سأبحرُ في تأملي

وأعيدُ صناعة َتعويذة ِالحبِّ الرومانيةِ

لتكونَ قطراتُ القلبِ سماوية ً

يا حلمي الذهبي ما أطيبك؟!

صارَ عندي فجرٌ يلمحُني

وما زال دفءُ فراشي ناعساً ملتاعاً

أهمسُ في المذاهبِ بتعاويذي

خفقانُ أجنحتي كالهبوب

فأيُّ ماكرٍ سيلمحُني؟

فيا موزارت

أحملْ موسيقاكَ واتبعني

أدخلْ قوسَ أنغامي

وأشعلْ باقة َحواسي 

أمامَ المعابد..عَـمِّدْني ترنيمة ً...

واصقلني فضيلة ًفي عيون ِالنساءِ

فعصوري منتصبة ٌبالعطر

وصليلي بثغر الجبالِ الشامخةِ

ونوافذي غصونُ نوم ٍتفيقُ بالريح

لتخنقَ الغربَة َ

وتـُزيـِّنَ شواطئَ الكبرياءِ.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1581 الجمعة 19 /11 /2010)

 

 

 

في نصوص اليوم