نصوص أدبية

ياملح الهوى .. ياصبر

 

ولو عَـلِـمَ الـحبيـبُ حـدودَ عِـشـقـي

لـمــا ألـفـى لـمُـقــلــتِــه ِ رُقـــــــادا

 

غـرَسْـتُ أضـالـعـي لـخـطـاهُ ظِـلا ً

فـجـازانـي بـهـدر ِ دمــي حَـصـادا

 

يُـعـانِـدنـي فــلا يــرضـى وصـالا ً

وزِدْتُ عـلـيـه ِ فـي شغـفـي عِـنادا

 

تـصَـنَّـعْـتُ التـجـلُّــدَ  وهو  زيـفٌ

لِأخـفــي دمـعَ ذُلِّـي .... لا جِــلادا (1)

 

تَـمَكَّـنَ من فـؤادي .. فهـو عـندي

إذا شُــــلَّ الــفـــؤادُ غـــدا فـــؤادا

 

ولـولا أنَّ لـيْ في حـبِّ " لـيـلى "

عَـذولا ً ســاءَ ظـنّـا ً واعْـتِـقــادا

 

لكنتُ كـ(صَبِّ عَـذرةَ) في هُيامي

أرى مَـوتي ـ وقد بَعُـدَتْ ـ مُــرادا

 

ولكني كـظـمْـتُ الـغـيـظ َ كـيـمـا

أغــيـظ ُ بـه ِ عـدوَّا ً قـد تَـمــادى

 

وخـوفـا ً من شَـمـاتة ِ مُسْـتـريب ٍ

وقــولـة ِ جــاحِـــد ٍ إنْ قــالَ زادا

 

فـيـا لـلــه ِ مـن قـلـبــي وخِـلّـــي

كــأنَّـهـــمـــا عـــذابـــاتــي أرادا

 

ويـا لـلـه ِ مـنْ جُــرح ٍ عَــصِـيّ ٍ

أبـى إلآ ثـرى "لـيـلى "ضـمــادا

 

ويـا لـلـه ِ مــن صَـبْـر ٍ تـسـلّــى

بـكـهـل ٍإنْ مشى طـلـبَ السِـنـادا

 

ويـا لـلـهِ  مِـمَّـا بـات يُـخـشـــى

إذ ِ الأيــامُ قـارَبَـت ِ الــنــفـــادا !

 

يُـماطِـلُ غُـرْبَـتيه ِ بأرض ِ لـغـو ٍ

ويستجدي من الأصوات ِ "ضادا"

 

يُقـاتِـلـني هوايَ فـلـيس يـرضى

جـنوحا ً لـلـسـلام ِ .. ولا حِـيـادا

 

أنـا الـراعـي .. خِـرافي ذكرياتٌ

وبُـسـتـانــي شــبــابٌ لــن يُـعـادا

 

وبـيـتٌ كان من طـيـن ٍ وسـعْـف ٍ

رضـعـتُ بـهِ مع الـلـبـن ِ الـودادا

 

وكـنـتُ أقـودُ قِـطـعـانـي وئــيــدا ً

فـصـرنَ الـيـوم َ يـأبَـيْـن انـقـيـادا

 

يجـيءُ كما الـغـمامة ُ وجه ُ أمـي

يَــزخُّ سَـخـيـنَ أدمُـعِـه ِ عِـهــادا (2)

 

يُـوسِّـدُني طيوفَ الأهـل ِ قـلـبي

فـتـحْـرمُـني مـدامِـعُـهـا الوسـادا

 

فـيا مِلحَ الهوى ـ ياصبرُـ عندي

جـموعٌ مـن هـمـوم ٍ لا فــرادى

 

ويا ملحَ الهوى ـ ياصبرُـ عِـدني

بـيـوم ٍ لا أرى فــيــه ِ الصِّـفـادا

 

ويا ملحَ الهوى هـل مـن عـراق ٍ

جــديـــد ٍ لا يُـعـادي أو يُـعـادى ؟

 

تـعِـبْـنـا يا عـراقُ .. وأتْـعَـبَـتْـنـا

أن ِ الـشُّـرُفـات ِأدْمَـنَـت ِ الحِـدادا

 

أرى"عشرا ً" مضينَ ولا صباحٌ

يُـزيـلُ بـشمس ِ ثـورتـه السـوادا !!

 

وحـسبي قد وهـنـتُ وكاد يـبـلى

قـمـيصُ تـجلـدي .. والصبرُ كادا

 

فـيـا شــط َّ الـفـرات ِ ألا ريــاح ٌ

فـتـأتي بالـشـراع ِ وقـد تـهـادى ؟

 

وإنْ حَـمَـلَ السـفـينُ أخـا ً وأمَّـا ً

أيَـحْـمِـلُ فـي عَـنـابـره ِ الـبـلادا ؟

 

يُـقـالُ تـغـيَّـرَتْ .. ما عاد فـيـها

هوى ً يُـفـدى ولا خِـلٌّ يُـنـادى !!

 

أذلَّ " الأرذلـون " بـها عـزيـزا ً

وقـد لكـز الـلـئيـمُ بـهـا الـجـوادا(3)

 

وإنَّ أنيـسَـها ـ التنورَ ـ أضـحى

لِـفـرط ِ القحط ِ يسْـتجدي الرَّمادا !

 

وأقـسـى ما يُـقـالُ  أن ِ الأماني

مُـعَـطَّلـة ٌ .. وإنَّ الـيـأسَ سـادا

 

              27/5/1999

 

....................

(1) الجلاد: النخيل الصلب ... ومن معانيه أيضا : الإبل الشديدة التحمل .

(2) العِهاد: المطر.

(3) الأرذلون: المراد بهم صدام وجلادو نظامه وكتبة التقارير السرية . .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1142  الاربعاء 19/08/2009)

 

في نصوص اليوم