نصوص أدبية

مَن تُرانا نكون

وحشتي قلبُ يوسفَ في غيهب الجبِّ

يبكي وحيداً بلا أخوةٍ أوأبٍ

أو صديقٍ حميم

أحرفي في السماوات زخرفُها

نضّدتْها التراتيلُ

ما شابها الغثُّ والضعفُ

ما أرجحتْها الرياحْ

طلعتي وجهُ وضّاح في أوج بهجتِهِ

عاشقاً للملاح

سُلَّماً صاعداً للجِنان الفساح

 

شأننا أننا في عرينِ الليوث ولدْنا

نعيبُ الوقاحةَ والهزْلَ والموبقات

شأْننا أننا لازمتنا السماحةُ

صرْنا كصنوينِ في العاديات

شأْننا أننا نستطيبُ المروءةَ

لانستسيغُ الوضاعةَ

مرتعُنا في الذرى الباسقات

ريُّنا كوثرُ اللهِ والخالدَين

عشقُنا من مفاتن عذرةَ

توبادُنا لم يزل شامخاً

وتيماؤنا ملتقى العاشقَين

وأصلابُنا من سلالة شُمِّ الأنوف

ما استجاروا سوى بالمُعزِّ الرؤوف

ومن ساحِنا

تفجّرَ دجلةُ

دفقاً زلالا طهورا

لذّة الظامئين

سقينا الصحاري رواءَ العذوبةِ

من فيضنا الثرِّ بالنورِ

من حمانا النجيبة

نهلْنا نعيمَ القناعةْ

مددْنا الأعنةَ أبعد.... أبعدَ

حتّى حدونا السماءْ

وأمطارُنا سلسبيلُ العطاش

وألحانُنا من مغاني التواشيحِ

قدهدَّأتْ سَورةَ الشجوِ

في قلب أمي النبيل

في بيت أهلي الجليل

غيوما صعدْنا

نرشُّ رذاذ الفضيلةِ في القيض

في القحطِ

في حالكاتِ السنين

وأرواحُنا في رحانا

نرَخِّصها للمحبينَ

للمستجيرِ بنا

لليتامى

للطريدين في المنافي البعيدةِ

للأقربينَ

وللأبعدين وللغابرين

 

علَّمتْنا الخزامى أريجَ الكرام

صيَّرتْنا النجودُ نسورا

صفوْنا كما الشمسِ

تصطافُ في نيِّرِ العينِ

في موقدِ القلبِ وسط رمضائِنا اللاهبة

وهجُنا ضيُّ بغداد مشتعلاً ساطعا

في عصرِها التاجُ والصولجانْ

مدائنُنا الأنجمُ العالياتْ

منائرُنا الفرقدانْ

أريكتُنا موطئ ُالنورِ

مهوى الملائكِ

مسرى النبيين في فلوات الإله

مَنْ ترانا نكون؟؟

_ عرفتك ياسيدي

من تخوم العراقةِ والنبلِ

من جنانِ العراق

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1782 الأربعاء 08/ 06 /2011)

 

 

في نصوص اليوم