نصوص أدبية
كـوثـــر
حتى انبجستْ من هوله ِ
مليون َ عين ٍ للنواح ِ
وللجراح ِ ...
جراح ٌ ...
بلون ِ الفجيعة ِ
واحتطاب ِ السراب ِ
.. فرتْ من يدي ّ
حمامة ٌٌ ... َ
حلقت بعيدا ً
بعيدا ً ...
لم اعـد أراها
أظنني ... ؟!
لن أراها بعد ُ
فانا يليق ُ بيّ الحداد ُ
ويهدهدني البكاء ُ
( كوثرتي ) ...
أماتها حنق ُ الظلام ِ
على الضياء ِ
***
(كوثر) ...
أوجعني الانتظارُ يا بُنيتي
هل ترجعين ؟!
أم طابَ لك ِ المقام ُ
هناك ...
في رجع ِ الصوت ِ
في سديم ِ الموت ِ
وتركتِ أباك ِ
ينخرهُ الوجد ُ
ويذبحهُ البعد ُ
***
في الهزيع ِ الأخير ِ
من الليل ِ
تتسربُ الأسرارُ الى السماء ِ
والموتُ بلا حياء ٍ
يخطفُ من بيننا
تراتيلنا ...
أزهارنا ...
يحرقُ باحة َ الجلنار ِ
والسماءُ تَخنُقها العَبْرَة ُ
ضوء ٌ ...
نهـر ٌ ...
قمـر ٌ ...
ينداح ُبعيدا ً
يتلألأ ُ فوق َ مآقي العيون ِ
والليلُ ...
هول ٌ من ظنون ٍ
أو من شجون ٍ
أو .. من جنونْ
***
.. البقاءُ يا صغيرتي
كذبة ٌ كبرى
صَدَقَها (كلكامشُ) النصفُ اله ٍ
والجياعُ النازحون الى الفراغ ِ
***
(بغداد ) ...
مدينة تطفو على الدماء ِ
والسؤال ُ ينخر وجع َ الطلق ِ
يبقرُ رحم َ الآه ِ
يطفئ ومضتي
بقطفُ زيتونتي
يذبحُ زهرتي
ملاكي ...
يعلنُ في بيتيّ الحداد َ
.. ها هي (كوثر)
ترحلُ بعيدا ً
بعيـدا ً...
بعيـدا ً...
بعيـدا ً...
صوبَ زرقة ِ السماء ِ
لا احد َ يجرؤ على التقاطِها
من هوة ِ الارتقاء ِ
يدي لا تطال السماء
لأنني كنت ُمتكأ ًعلى أضلعي
على وجعي
على دمعتي
من يعرف َ هذي اللوعة َ
من ذاق َ مرارة َ
أن يولد َ من رحم ِ الأرض ِ
مكلوما ً ...
مُنكسرا ً ...
.. السماء ُوحدها تعرف ُ الأسرار َ
تحدد ُ الأقدار َ
ومواعيد َ هطول َ الإمطار ِ
.. لكن الأرض َ
تتقيأ ُ أطفالها
فوق جثامين ِ الشعراء ِ
على أشلاء ِ الفقراء ِ
أو بمحاذاة ِ السعف ِ المحروق ِ
بحمى الحب ِ
أو .. الحرب ِ
***
النطفة ُ ...
تتكورُ في جوفِ الرحم ِ
تسرقها (تيماتُ)
تلفها بأوراق ِ التوت ِ
تقذفها على الشاطئ
يرجعُ الموت أدراجه
ليعودَ ثانية ً !!!
يسرقُ نطفة ً أخرى
يذبحُها على ضفاف ِ الفرات ِ
أو على نواحي دجلة َ
ثم يغسلُ يديه ِ
من أدلة ِ الجريمة ِ
***
نخلة ٌ حزينة ٌ
نخلة ٌ وديعة ٌٌ
نامتْ على ضفاف ِ الروح ِ
فوق َ بِساط ِ الجرح ِ
تستيقظ ُ من غفوتِها
تتثاءبُ ...
تعود ُ.. لتغفو ثانية ً
ثم .. تهمسُ لي !!!
تجلّد ...
رحلتْ (كوثر)
وانتهى اللقاء َ
.. جف َماء ُالفرات ِ
وتسربلتْ ضفيرة ُ دجلة َ
فوقَ فواجع ِ المداد ِ
وأعلنتْ (بغداد ُ)
على أزهارِها الحداد
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1158 الجمعة 04/09/2009)