نصوص أدبية

يصطاد خديها اللظى

واشتياق

تتبدد الأحلامُ

في ذكراه بوحا

ويلمها

وجع الفراق

خمسون عاما

تمطر الذكرى

حنينا ناشجا

والشوق نار

فتفيض روحي

للعلى

بين النجوم

فيمر دجلة باكيا

من تحتها

بلا قرار

حتى تعود إليّ

ثكلى تكتوي

يصطاد خديها اللظى

ويهدها تعبُ السفار

ويفيض معصمُها جوى

فسوارها الآهاتُ

سقـّتها الدموعُ

نوازلا

وأباح وجنتها الشحوبُ

ملطخا بالاصفرار

فمتى تفيق حزينة ٌ 

من روعها

وهل ترين

كفيفة ٌ إلى السماء

إن هي أعياها السُرى

وهل يحار

الضوءُ دربا باسقا

حتى أصابع ِ

عينها

إن غامت الرؤيا

 

مرارا في المدى

أو حانقا كذب

 الخمار

 

خمسون عاما

والعراق بلا عيون

أو ذراع

فتكتْ به الأمواجُ

والغيلانُ في صخب

الدجى

كسفينة شجّت فؤوسُ

الريح عينَ صوارها

إلى الضياع

فتأوهت حيث الصدى

يسري بها

أواه ما أقسى

النوى

لو غاصتْ الخشباتُ

منها والشراع

أوَيسمعُ الموجُ

الأصمّ لهاثَ من

تاهوا بعيدا في العبابْ

أم هل لسانُ البحر

يذكر مرةً أسماءَ

من غرقوا فتابْ

هلا ّ يتوبُ

من بات يسكر في الدماء

فيموت ضحكا

 من بكاءِ وحيدة ٍ

فقدتْ أباها كالسرابْ

من ذا يكفكف دمع أمّ ٍ

في الضحى

ذبحوا ضناها في ارتيابْ

آهٍ جراحي

ثم آه ٍ ثم آه

سرقتْ بلادي الساحراتُ

الناشزات

شربتْ دماه

وتلمّضتْ برحيقه

بلا شفاه

يا ويح جرح الثاكلاتْ

كم عبّد الليلَ الطويلَ

إلى غدِ

فكأن فجرا باسقا

ولدتْ يدي

إني أراه جاء يعدو

بارقا من خلف ِ خلف

سود الغيوم

كأن ضحكة طفلة ٍ فاضتْ

على جنبيه تمتشقُ النجوم

هل عاد دجلة من

 صِباه إلى صَباه

كي يغسلَ الضفتين

بردا أو ظلالا أو غناء

وتعوم في أعطافه

أو تحت جسر الموت

أشرعة الحياة

أواه ما أحلى اللقاء

عند الضفاف

فالماءُ غير الماء

والظلُّ غير الظل

والملتقى

في سفحه ليس اشتهاءً

بل بقاءْ

 

 

فمتى اللقاءْ ؟

 

أبو ظبي

25.12.2007

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1169 الثلاثاء 15/09/2009)

 

 

في نصوص اليوم