نصوص أدبية

أبحث عني

وفضة اللحظة المرتعشة

بين شفتي القصيدة

 

 قد تبحثين

عن صوتي في أعين

الحاضرين

ولكن

بريق كفيّ

مدفون

 بين جثث الكتب

في أدراج بعض

 المكتبات

 

إنها أفعى مسلوبة

وطويلة

تلك التي وجدتها

في شق الجدار

في سطح بيتنا القديم

 

أبحث عني

فلا أجدني

كأن المكان صفصافة

تبتلعها

حنجرة النشيد

كم اشتقت

إلى غضب أبي

 وهو

يرفعني إلى أعلى

كي

 يهشم جسدي الصغير

على باحة بيتنا

 

يا أبي

كم ستكون

رحيما لو فعلتها

في نوبة غضبك تلك

 

عجبا

لمَ تستدرجني الحمامات

إلى أعشاشها

وكيف

فقستْ بيوضها

أفاع ذات مناقير

 

تطل عليّ الحروفُ

فأنأى إلى ظل المدينة

وبين الصخرة والسنبلة

يقوم غدٌ

من يقظتي

مقمطا بلوح الشروق

 

على نخلة مزروعةٍ

عند الجدار

هرقتْ دم الأمنيات

وفي تلك تلك الحقول

حصانٌ

 قد ركبت عليه قليلا

 

فيا  للسماء

أظلتْ طريقا

مشيتُ عليه

وكنت وحيدا أغني

كأن الموت في الحي

يمشي

لا أرى لعنة ً

تحل عليه

ولا تشتهيه

كفوفي القصار

لا أرى

في لوحة الوقت

سوى شهقتي

واحتضار الحنين

وحزن يفر إليه دمي

تناجيه أنثى تختفي

عن بشرى

عيون يحط المدى

من لونه المقتول

في حدقتيه

 

أخبئ نارا

في فنجان قهوتي

كم

أكره تلك العيون

الكالحات

تبث  رياء كسولا

لا

ليس بعيدا إذا

نجمة أرادت شعرة

من مفرقي

 تضيء

خيام الراحلين إلى

فجوة بين البكاء

وبين الحنين

وفي غفلة

عن سطوع

الحضور

إلى كاسر الأحلام

 

هناك

دعيني أنام

حذا

سدرة تلوك الحروف

وترطن لغوا

كسيح المعاني

فمن يفتح اليوم

 للخيط

جرحا

وهل يغري الدماءَ

فؤادٌ عليلَ

العروق

تعود إليه الدماء

تعبى بلا أغنيات

 

سيان

لو يحث

 القبر خطوا

باتجاهي

فلا مهرب

من لقاء بيننا

هناك بعيدا

أو هنا

 

هو الثلج والجمر

يستفز رنينا

من عيوني

سألقاه حتما

مثلما

قد أغار على

شهقة

من أبي

 

 

أبو ظبي

‏السبت‏، 31‏ كانون الثاني‏، 2009

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1183 الثلاثاء 29/09/2009)

 

في نصوص اليوم