نصوص أدبية

الليلُ زائرُ المفاتن / الحبيب ارزيق

لغة الليل بيان أسود،هكذا تكلم الطيفُ موشوما بالخرافة،

اندفعتُ إلى ذقني مستندا إلى راحة اليد،

أبعثرُ تخميناتي

أول ما أرى فراشات الريح تنفُضُ  غُبار الخريف،

والحبور يُفشي عن أسرار القيامة،

الليلُ لُغتي،

وأنا الغيمُ مكتنزٌ بعذابات المطر،

فليسقط الماء من عليائه،

الطيرُ لا تكشف عن خباياها،فقط تقطرُ دمَ القنْصِ والقبضِ على مضَض،بُقعٌ،ويتعفرُ التراب،

بك أمتلئ ،

وبي ينحدرُ النهرُ نحو السهوب

كنت حكيما ،هرب مني الضوء،

كنت فقيها ،خَرُسَ لساني،

الحكماءُ كلهم خُرُس،

إذاً

من لي أن أندفع شيئا ما،

 نحو الماء؟

يجرَحني الجليد،

يحملني الظنُّ أن أكون سمكا، وأن تكون الشمسُ قبالة الرواح تُهدي تبرها للمجانين مثلي،

أقضم شعاعا،

كي أطفئ هذا الوجود،

كانت الشمسُ تفاحة فاقتسمنا الليل معا،طرف للأرق وطرف للأرق،

والأطياف أمواج والأحلام رمادية كمُزن الغيم، وحدها الشوافة علِمت بحالي،أدركتِ السرَّ فخرُستْ تبتلع ُسكينا بدمها،

الليلُ لغةُ حمراء..،وأنا أتنزهُ كالملوك في فراديس القول، في مسرح الغيب أمخرُ غبار الشوف،ومع الغيب أوهام مُغرقة في همها،مكدسة بالغم،

وحدهم الثمالى يستطيعون قراءة دوامتي،في الكأس الأسود،والكتاب الأسود والليل الأسود،

أهربُ من نوري نحو الظلام ، لعلي أسعد بصروح الانكشاف،استشف قرار الفنجان،أرى الليل فقاعة زبد كرغوة البحر وأسكن فقاعتي، كالأكسيجين أتنفس الشعر وخضرة البساتين،

في الكأس حلمت أني فقاعة ،

تمنيت لو أنفجر،

عندما انفجرت طارت حلاوتي،

وأنت تفاحة _ تهزها الرياح من شجرة الروح فتسقط ثانية،آدم _الغاوي يلهث وراء التفاح ،يسره المجيء إلى جنة الخلود،

في الكأس يشرب الأولون أرواح الأشجار،

القهوة مُرَّة بالأساس،هذا يقيني بها من عهود،

والليل ليلي وحدي ، أمتلئ_أنا بضباب أفقي،يسْودُّ الظلام فيثور بخارا في وجهي ،أتشرب فحشاء الظلام بخياشيم عيوني حتى أدرك نكهة الوجود،ورائحة التفاح معنية بوجودي،كأني صاحب المقام الأول في رحاب الجنة،والخدم يلهثون ،

من لي أن أندفع شيئا ما ،

نحو اللهب؟

بيدي أنا /أوقدتُ/أشعلتُ النار،فكانت فاكهتي في الوصول إلى مكنونات الليل،

 الليل لغة حمراء تخبو تحت رماد مستعر،خاصرةٌ تتكئ على مواجع الهدوء،الليل كنز المخمولين،خمائله منسوجة من ولاعة العراء،

لكم النهارات إذن، الهثوا ما طاب لكم ،

الليل لا ينهر وديع وفيه الفواكه ،وديع ويسقي الشعراء من رواء بلائهم،

 القمر لم يكن حاضرا ساعتها،سلطان في الغياب، ينتظر عشاقا آخرين  في الشق الآخر من كوكبنا،

والشوافة تمخر بعيونها منعرجات الأنفس،تُطلُّ عليَّ_من أعلايَ_ فتراني قطعة ممزقة من أسمال،الشوافة لا ترى من حالي إلا أسمالا ممزقة ،كنتُ لها كتابا ، تفسر فهارسي وتكتب على حاشيتي ما تشاء،كأنما تطرز باللون الأخضر أوشامَ الخلود على جسدٍ مُهترء، رشما، رشما حتى صيَّرتني قطعةً من خزف موشوم ثم وضعتني على النافذة مزهريةً تتنفس ضوء الصباح،وأنا أشفقُ على جسدي من وخزها،حتى رسمت خريطة من طلاسم ،ثم تركتْ لي فرصةَ قراءة طلسمي لنفسي،فعُدتُ شاعرا من شوفها كما ترون يا سادتي الكرام،

هزني الشعرُ،

فكان الليلُ لُغتي،

والنارُ فاكهتي،

والتفاحةُ ثمرةُ الأنهاد،

تجاوزتُ عتبتي،لم أجد أحدا،

وجدتُ أنا

وحدهُ أنا.

كنتُ.

ولم أزلْ

        ارفود في 02/11/2010

     الحبيب ارزيق

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2015الاحد 29 / 01 / 2012)

في نصوص اليوم