نصوص أدبية

فلك النون

بَيْنَ أجَاج وَعَذْب

 

 لا بَاب  "عِند "

ولا مَعْبَر "إلى"

 

وَ تَتَمَزَّقُ الأنْوَار فِي كَفِّ عَتِيق

طُيُورٌ فِي فَلَك الحَقِيقَةِ تَدُور

تَلْتَقِطُ كُلّ العُيُون

وَتَنْكَشِف

 

أُفْرِدُ جَنَاحًا

وَأمْكُثُ غَيْرَ بَعِيد

بَيْنَ مَعْلُومٍ وَمَجْهُول

 

فَلا السَّابِق كَانَ

ولا اللّوَاحِق تَكُون

 

الأنْهار بِلا سَبَبٍ جاريَاتٍ

 والسَّمَاء عاريَة عن الحُدود

 

ودهشة التأمّل فَنّ الأزَل

وبَرزَخ القَوسَيْن في نقطة النُّون !

***

 

فجر الخميس الأول من اكتوبر تشرين الأول 2009  الموافق12 شوال 1430 للهجرة

****

ملاحظة :

هذه الخواطر تحمل إشارات صوفيّة سوريالية شرحتها الكاتبة في كتابها :" كَلِمَات ٌ ذَوقيّة  ٌفِي حَضْرَةٍ نورانِيّة " وهو غير منشور لغموضه وفيه اشارات لمقامات روحية وجاء المبحث بعنوان:" مقام القيومية في اكتمال الصفات الحقية" وهو مقام تشير اليه الآية الكريمة  (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) -  سورة النجم ( 8 -9 ).

تلك الآنة  التي  تتوالى فيها الصفات الحقيّة على قلب المستنير ، حيث يكون شاهدا في حضرة برزخية فتتجلى فيه روعة تمام المقام الإنساني في إقامته في البرزخ الذي يشهد به حضرتين : حضرة "كن" التي تتجلى بصفات الإنسان الخلقية بوصفه كائنا , والحضرة الإلهية فتتجلى فيه الصفات الإلهية التي وهبها الله له في "الصبغة"  ,  فتحقق الصفات الحقيّة فيه... وهو إشارة قوله تعالى  :( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)  سورة الرحمن(19-20)  وقوله تعالى (وهو الذي مَرج البحرين هذا عَـذب فرات وهذا مِلحٌ اجاج وجعل بينهما برزخـًا و حِجرًا محجورًا ( سورة الفرقان  الآية 53.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1188 الأحد 04/10/2009)

 

 

 

في نصوص اليوم