نصوص أدبية

وتاريخٍ بلا أبطال
وأبطال بلا أسماء
وأسماءٍ بلا.. أل ْ التعريف

الآن أفتش عن وطن لا تاريخ لهْ
عن أمس لا أمسٍ فيهْ
عن يوم بلا تقويمْ
كي أهرب من حروبٍ
بلا نهاياتْ
ومعارك ما زالت
منذ القرن الأول هجري
ولم تضع أوزارها بعدْ

يا يونسْ..
هل لي بمكان قربك في بطن الحوتْ
أو في كهف لا غيري فيهْ
علي أبُعثُ..
من أبٍ لا أبَّ لهْ
من أم لا أم لها
من قوم لا أجداد لهمْ
من أسماء لا تسبقها  ألْ التعريفْ

ما أحلى أن نولد في غفلة عن الذاكرة
كي لا نتعثر بأقدام أجدادنا
النائمين وسيقانهم خارج القبورْ

كنا أخطأنا الدفنْ
أجدادُنا الذين لم يختتموا أبدا
جولة الوصول إلى النهايات المغلقة
كي لا يعود أبنائهم إلى معارك لم تحسم بعد

إنها هي الذاكرة
من يشحن الحروب والبغضاءْ
الله ما أسعد شعب بدون ذاكرة
وما أروع الألزهايمر
حينما يأتي ليضع عليها
علامة أكس كبيرة

وحده موت الذاكرة .. من سيغلق نزف الجرح
ووحده الألزهايمر .. من يشفينا من مرض التاريخ
ويضع نهاية للنهايات المفتوحة

هذا أنا.. هذا أنت
فليحضن أحدنا الآخر
كي نلغي مفردة الآخر
ونضع نهاية للنهايات المفتوحة
أو فليذهب كل منا نحو طريق
لا تتقاطع فيه الأزمنة
ولا يختلف عليه الأبطال

فالأفضل...
أن نكون ناسا بلا وطن
بدلا من أن نكون وطنا بلا ناس

العودة الى الصفحة الأولى

............................ 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2042الأحد 26 / 02 / 2012)