نصوص أدبية

رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن / جواد كاظم غلوم

تتوسل بسخام الأرض ليأخذَ بيدِها

لكنه سرعان ما يرميها في حاوية النفايات

وحين يطفح زبَدُها الآسن

يتلقفها الرعاع والمنسيون وشاحذو المال

وطالبو الشهرة وشذّاذ الآفاق

يضعونها على رؤوسِهم عمائم نصف مضاءة

وفي رقابهم قلائد باهتة اللمعان

يتوهمهم  الملأُ نجوما وضّاءة

وهبتها السماءُ للرعيّة

***********

 

ما أن تغادر البهجةُ قلبي

وتركب عربتها المزركشة ، المزينة بالأضواء

وترفع يديها الناعمتين مودّعةً

تغادر العقاربُ خرائبها

ترفعُ أذيالها

لاسِعةً أمانييِّ الشاهقة

***********

 

منذ أن غازلتني عابرةُ السبيل

ذات أصبوحةٍ ربيعيةٍ مشرقة

وطبعت قُبلتَها على شفتيَّ

أحدثتْ وشْما في ذاكرتي

وشَرَخاً لايصلحهُ حتى الجنون

************

 

قال لي الطوباويّ المُصْلح :

بدلا من أن تزرع َ حقل ألغامٍ أمام عدوِّك

جرّبْ مرةً أن تزرع حقلَ أنغام

لتغرقَه بغنائِك

ويأتيك جذِلا فتأسره

************

 

سألتُ المِدية المُدمّاة :

لماذا تحزّين رقاب الخيول؟؟

أجابتني بزهوٍ :

لأنتزعَ الصهيل من حناجرها

وأدسّ النباحَ والعواء في أفواهها

************

 

النوافذ مغلقة بإحكامٍ تام

الزهور تعبق بالرحيق

أينما ألتفتُ في أرجاء بيتي

السكون يغمرني

الربيع العربي أسْكتُّه وكمّمتُ فمه

فلماذا يطلعُ عليّ الحزنُ بين فينةٍ وأخرى

وتنفجر عيوني بكاءً وجهشةً

تسيل الدماء أمام مرآي

ويعلو النحيب ضاجّا بأذنيّ

 

جواد كاظم غلوم

  

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2048 السبت 03 / 03 / 2012)

في نصوص اليوم