تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

سيجار هافانا بفمِّ البهلوان / جواد كاظم غلوم

وان أغادرُ مرارة المكدودين في" طريق التبغ " (*)

أشْتمُ "ارسكين كالدويل " وزبانيته المسحوقين

أعيش في أحراش" بوليفيا"

أبحر في الكاريبي،

لكني ضحكت على نفسي

واستعدْتُ توازني

يوم رأيت الديكتاتور الأهوج

ينفخ أوداجه على شاشة التلفاز

ويتشبه بتيجان العظماء أسياده

يومها اختنقتُ بالقهقهات

بكل ما أُوتيَ فمي من قوة

صرختُ بوجههِ:

ما أنت سوى لوثةٍ

طفحتْ يوما ما مع زبَد البحر

نشرتْ زفْرتَها في شميمٍ طاهر

أيّها الذيلُ المسموم

أسيادُك قطعوا إبرتك اللاسعة

لن تكونَ" تشي " الوسيم المبهج

مادامتْ رعيتُك تعلكُ التراب

تمضغُ الحصى

لأنك رعديدٌ تخافُ عواءَ الذئاب

ولاتأنسُ التّوسّدَ على الأحراش

لاتحسنُ ارتداءَ طيلسان الثائرين

مهما ترعْتَ من حثالة هافانا

وشممْت خمرَها الممزوج بالسيجار

هكذا أنت تريد أيها البهلوان

تنكّرت بِطلّةِ الرفاقِ المؤججين

بالآمال العريضة

ثابتي الخطى

المُتطلِّعين للعدل

لكنك لاترضى سوى أن تصنعَ العذراواتُ

سيجارَك من أناملهن الرقيقة

ويبرمْنهُ في أفخاذهنّ حتى تنتشي

وتهدأ سريرتك جذلا

وأنت ترى مدينتك تتضوّرُ جوعا

لكنها تغني :

" أيـام المـزَبّـن گِضن    دگضنْ يأيـام الـلفْ

الدنيه غرشَهْ وهم تتن    وتدور بينه وتلْتف" (*)

 

جواد كاظم غلوم

 

.................

*) كوهيبا : من أفخر أنواع السيجار الكوبي الثمين جدا

*) إشارة لرواية /طريق التبغ للروائي الأميركي أرسكين كالدويل ومعاناة أسرة/ ليستر الغارقة في الفقر ومزارعي

التبغ في ولاية جورجيا

*) مقطع من قصيدة للشاعر العراقي مظفر النوّاب . والمزبّن واللفّ من أردأ أنواع التبوغ التي كان العراقيون

يدخنونها بسبب الفاقة الشديدة

الغرشة :النارجيلة  . التتن : التبغ

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2077 الأحد 01 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم