نصوص أدبية

قلبي.. ثورةُ الياسمين و حربُ الغيوم / أسماء شلاش

أسرقُهُ من قلقي إلى قلقي..

أسحبُهُ بهمسةِ الزهرِ..

من أسرابِ حزني..

أزعزعُهُ من كبوةِ الليل..

أذوِّبهُ في فتورِ الندى..

ألمسهُ بأنوثةِ القصائدِ

ليغفو أو ليغفو على ذراعٍ من وطنٍ

أشدُّ وثاقَهُ بأهدابِ البحرِ

أستفيقُ على دنْدَنةِ نداهُ في أول الفجرِ

أغنيِّه..كما تغنِّي اسْمي هَمسَاتُ المساءِ

أغنيِّه بألفِ لونٍ فينتثرَ الجنونُ شغفاً على وشاحِهِ

أحضُنُ مَداهُ لأقتلَ صدفةَ الاحتراقِ على انتظارِهِ   

أطويهِ تحتَ لونِ الكلماتِ

أخبِّئه تحتَ ذراعِ الأمنياتِ

ألبسهُ دموعاً ليذوبَ الحنينُ بينَ أصابعي

ويتراخى وجعُ القوافي

وأحترقُ أمامَ بقائه في بقاء..

ألبسهُ شالاً ربيعاً يغطِّي

ليلَ شعري المتراكم وجعاً

وأسكبهُ ليلاً على اشتعالِ المطرِ

ألملمُهُ كأغنيةٍ ليليةٍ من نوافذِ مدينةِ الضبابِ والغيابِ

أتركُهُ في ضواحي المهاجعِ الشعرية الغائمة    

أحرسُهُ بالشمسِ..

باللغة..

بهمساتِ الزهرِ والحضور..

بماءِ العينين السائحتين بينَ كواكبِ النسيان

أغرفُه مثلَ إعصارٍ يتيم من غيمٍ متوترٍ يظلِّل حنينَه

أحنِّطه في زاوية "ما "..

وفي زاوية "ما " أضيِّعه..

أزرعُهُ كالفواصلِ زوبعةً من عطرٍ كسيحٍ 

ومراراتِ الانتظارِ على ابتسامةِ الجرحِ  

في أزليةِ الكلامِ على الأوانِ

أفتشُ عن جدرانٍ هشّة تتقنُ التصدّع في نسيانكَ

ألملمُ من جوفِ ليلك آهاتِ القصائد كلِّها

وعذاباتِ موانئ العينين..

أتلمَّسُ خُطاكَ...

فأجفانَ كلماتي المرهقة..

وأزرع ُملوحةَ البحرِ على الصباحات

العارية كي ينبتَ بحرٌ آخر

بحرٌ باهتٌ باهت...

تنحدرُ ملوحتُهُ حتى قاع جرحي...

وأمتصُّ بهاءَ لونِهِ كي أدفنَهُ في روحِ كلِّ قصيدةٍ

تولدُ من خاصرتي اليسرى

تمتهنُ السردَ العشوائيّ على حواشي الليلةِ المقمرة

أهيِّئ لك ثورةً ستأتي من فورةِ حبرٍ وكوبَ قهوة

ولمعةَ  قلمِ الرصاص..

وديمومةِ الزرقة في وجهِ البحرِ الباهتِ

العاشقِ للغيابْ..  

حتى تنصاعَ من كبدِ الحقيقة والعذابْ

ووقارِ المساءِ على ضفافِ المدينة

الضائعةِ في جوعِ القصائد..

أرتِّبُ وجودي على شتاتِ قلبي

أنفضُ محفظتي من أسرارِ الجراحِ

أرسمُ دمي على أجنحةِ النوارس

أقتلكَ بقوتي الناعمة..أبعثكَ فيَّ..

في اشتياقِ الزنابقِ للسياج

لأبعادِ المجرّاتِ الصاخبة

وخشوعِ الصوامعِ والمآذنِ والدروب الوطيدة

أبعثكَ من عشتارِ الذبيحة

وقبّة الصبرِ والملحِ

ومدادِ الآهاتِ ,والكلماتِ ,والرؤى,

وفضائحِ التاريخِ

وفضائعِ الطغاةِ

ونجوى العابرين من جسدِ الليل إلى مداراتِ

الحريّة المتناقصة, المتناقضة الجريحة

 أقتلُ انتظاري بانتظارِ وميضِ سيفكَ   

آنَ أنْ تنحدرَ إلى وجعي من جسدِ الليل

وتخبِّئَ روحي في نهارِكَ

وتسرقَ وهجَ أصابعي

كي ألقاكَ على عتبةٍ من رجوعِ

أجمعُ رمالَ شاطئكَ المرتجفِ

أسحبكَ من وقتي إلى ساعةِ يدي

نلتقي عندَ منعطفِ الوجعِ الأخيرِ

ألفُّ قلبي بوعدِ المطرِ

وارتدي ثوباً من غيوم

كي نلتقي على جسد ممطرٍ

يقلِّب التاريخَ في ابتسامةٍ عمياء

وانهزامٍ جريحْ..

أتركُ الغيمَ خلفَ انهمارك 

و" ميتافيزيقيا " قلبي الغائم..  

وبينما تبقى الحربُ باردةً

يظلُّ قلبي مفتوحاً على احتمالها

وتبقى أنتَ خارجَ مداره..

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2079 الثلاثاء 03 / 04 / 2012)


في نصوص اليوم