نصوص أدبية

نقاطُ "حبٍّ" ونقاطُ "حبرٍ" وأرضٌ محروقة..! / أسماء شلاش

أخْشَى .....!!

سأختبئُ في لمْسةِ البحرِ

لا أخْشَى ....!!

أو ألجأ إلى جغرافية يديكَ

عندما تصيرُ يداكَ قصيدةَ وهمٍّ أُخرى

ثمَّ أعودُ إلى صَحْراءِ حِرْماني

مع ذلك أجدُ الوردَ بانتظاري هناك..

فأطمئنَ عندما أُصْغي لعبارتي

كلمَّا دخلتُ ملكوتَ الكلماتِ فيتضاءلَ حرماني:

أنا أكتبُ, إذاً أنا أعيش ...

 

(نقطةُ حبّ ثانية)

أتخطَّى التعبيرَ إلى الصمتِ أو العكس

وتصيرُ الثورةُ بين جسدين, مِنْ دَمٍ ودم

أو بينَ احتراقين من نارٍ وقصيدة..

ألجأُ إليكَ.. تثخنُ ثورتي

تغطِّيني بوهمكَ أو بلمسةِ لهيبكَ

كأنَّكَ الوطنُ..

فأستفيقَ على ثورةٍ

أسرُقُها إلى روحي..فيقتربُ الوطنُ ..

يتضاءلُ الصمتُ أو ينحسرُ وجودُك

ويعودُ الجنودُ إلى ثكناتِهم ...

وأعودُ إلى صَفَحاتِي البيضاء لأرسمَ أبطالَ الثورة ..

لم يتغيَّر الزمنُ, لكنَّ المكانَ يحرِّكُ التاريخ ...

أرسمُ مملكتي الضائعةَ بطيفِ سيفٍ ..

أو أعيدُ تكوينَ جغرافية الكلماتِ التي كتبتُها

على جدرانِ حريّتي عندما طالبْتُ

"بإسقاطِكَ من قلبي"

 

(نقطةُ حِبْرٍ أولى)

عندما يَضمُّني طيفُكَ في مَطْلعِ القصيدةِ الثائرة

أتَجَاهلُ عطرَكَ المنفيُّ في مدارِ كلماتي

أتخطَّى الحبرَ..أو البحرَ

لا يعنيني ..

هناكَ أزرقانِ لا ثالثَ لهما

فأنتَ أخطأْتَ التصوُّرَ

لأنَّ دمي ليسَ أزرقَ كما تعتقدُ

فإياكَ أن تقتلني كي تتأكَّدَ من لونِهِ

لأني قتلتكَ قبلَ أنْ تتأكَّدَ

 

(نقطة .....)

دمي أو الحبرُ..

ليس مُهّماً الاختيارُ في لحظةِ برقٍ

كلاهُما لوطنٍ..

أكتبكَ لا أكتبكَ

أفهمُكَ...

أتسلَّقُ جداراً شاهقاً من عِطْرٍ خُرافيِّ

يفصلُ روحي عن روحِكَ..

وعندما يَغْضَبُ البحرُ أعودُ أدراجي إليكَ..

أختبئُ في مساماتكَ ...

تغطِّيني بغيمكَ فأغفو على نُعاسِ الأماني

وأغطِّيكَ بالأفقِ حتّى تغفو رويداً رويداً

مثلَ طفلٍ يَعْرُفُ اسْمَ أمِّه فقط..!

يغريني البحرُ..

تمدُّ أنتَ يديكَ..

أتبعُهما ببسمةِ الأطفالِ

لكنَّ البحرَ كانَ أبعدَ

وأنتَ كنتَ أبعدَ من البحرِ

الشيءُ الوحيدُ الذي كانَ قريباً مني

هوَ الوَهْم..

 

(نقطة حبر وحب)

قلبي ليسَ طائفياً

ليسَ شرقيّاً أو غربياً

ليس"يسارياً" أو"يمينياً"

ليس "متحزِّباً" وليس "ليبرالي" أو...

ليسَ تابعاً لأيةِ سلطةً مستبدة تقمعُ لونَ الوردِ

ولاتجيدُ الإصغاءَ إلى لغةِ الحبّ

قلبي لا ينتمي إلى قبيلةٍ ما..

لا يحملُ سيفاً, لكنَّهُ لازالَ يمتطي صهوةَ الجيادِ الجاهلية..

قلبي يتْعِبُني, فمِنْ أينَ آتي لهُ بعالمٍ يوازي فُتوحَاتِهِ ؟

 

(نقطةٌ ونقطة)

في مناخِ القصيدةِ

أحضِّرُ لكَ مِعْطفاً "ما"

فأنا أخافُ عليكَ مِنْ شِتاءٍ "ما"

أطرقُ صَمْتكَ..كانَ البحرُ يتنازلُ عن عذوبتِهِ

تطرقُ صَمْتي بروحٍ أخرى فتصعدَ عذوبتي إلى أعلى روحِكَ

تغرقُ..حتى تستغيثَ بي..

عجبي! فهلْ يهربُ أحدٌ "ما" من عذوبةٍ "ما"..؟!..

أرشفُ ما تبقَّى في فنجاني..

كانتْ قهوتي مرَّة جداً.. خاليةً من السكّرِ تماماً

وكان الطقسُ يخلو من حضورِكَ..

لكنَّ طقسَ الكلماتِ الهاربةِ كان مرجانياً كالبحرِ الأحمر

أو أنه فقد زُرْقَتهُ عندما عَكَسَ وجهَ المساء

كانَ المساءُ يشبهني..

موجوعٌ..ثائرٌ..غريبٌ..ضائع..

فأنا أنثى من ضياعٍ وروحي في كلِّ وطنٍ يبحثُ

عن حريّتهِ ويطالبُ بإسقاطِ الأنظمةِ الديكتاتورية

لكنَّ قلبي لم يسقطْ..لأنَّه وطنٌ..

المستبدون وحدَهم من رحلوا...

وصارَ قلبي غَيْماً في كلِّ سماء

 

(نقطة أخيرة)

مع أنّي لسْتُ أنثى تقليدية أو رجعية لكني أَعْذرُ استبدادَكَ

لأنِّي مَمْلكةٌ تبحثُ عن مَلِكٍ مستبدٍ يحكمُها..

المستبدونَ يلجؤون إلى سياسةِ الأرضِ المَحْروقة.

فهلْ أنتْ "نيرون" وأنا "روما"

حتّى تحرقَني مِن شدّة عشقكَ لي ؟؟

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2087الاربعاء 11 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم