تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

بينَ غَيْمِكَ..و نَيْسَان../ أسماء شلاش

واتركْه معطفاً لي..

بين غيمكَ ونيسان..

أزرعُ النسيان..

لقد صارَ للغيم وطنٌ آخر

وصارَ لروحي زمنٌ آخر

وصار المطرُ الممكنُ وهماً

وصار معطفي آخرَ قصيدةٍ أكتبُها

أردُّدها..أشغلُ بها الحبرَ بوحي من مطرٍ مؤجَّل..

وصارتِ الصدفةُ وراءَ الغيم

أو تحتَ مطرٍ شحيحٍ يهطلُ

من غيمكَ المفجوع

أو قلبي الموجوع

أعرفُ أنك تتنفَّسُني دونَ أن ألمسَ قرارة روحِكَ

اتركْني للريح..

أو دعْني أحملُ ريحي وأنثرُ قلبي حماماً

لأمضي خلف أسئلتي المشتَّتة في وطنٍ متعبٍ

أمامي الريح..وخلفي الذاكرة

 تدفعُني الريحُ إلى الذاكرة

ويسرقني هدوءُ العاصفة

بعدَ إعصارِ غَدْرِكَ

والآنَ..انطفأتْ عيونُ الليل

لم يعدْ يراني

لم يعدْ يهتد إليَّ

لن يلمسَ يدي بعدَ الآن لأنقلَ له دفءَ روحي

أو ذرَّات حبري...

سأتعافى من انشغالي بأسرارِ الغيومُ

سأتركُ الباب مفتوحاً لألفِ قضية

واحتمالين اثنين..

لاعودةٌ أو لاعودة..

وأنسى حقَّ اللجوءِ إلى وطنٍ من غيمٍ

وأتناسى ما كان تحتَ مطرٍ متوقَّع..

فالليلُ وحدَهُ يفهمُني

يُصْغي إلى صوتِ الناي في روحي

يفتحُ لي ذراعيه

أُمْهلكَ...لا..

لستُ ضبابيةً..أو غائمة

أنا أنثى من جدرانٍ ملائكية..

من أنينِ البنفسج..

أنثى من مطرٍ نيسان..

وأنتَ من نسيان..

أقيِّدُ الوقتَ (بتكتيك) مختلفٍ

وأتخلَّى عن جيادِ الوصولِ إلى مملكةِ الوهمِ

وبعدَ الانتهاءِ من بقائِك أغلقُ البابَ

وأضمُّ روحكَ في خيالِ الوردِ

الذي عاد من الذبول منتصراً

فأشعرُ كأنكَ تضمُّ روحي انهزاماً ودوداً

لم تعدْ تعنيني لمسةُ الصّبحِ على رؤوسِ

هضابِ القدرِ الهاربِ من قدرٍ آخر

أتعافى منهُ أمْ لا أتعافى..

بين غيمكَ ونيسان ثورةٌ

دخلتُ الآنَ في رحمِ الثورة

لكنّي لن أخرجَ طفلةً 

سأدخلُ في رحمِ الثورة

سأخرجُ طفلةً أو ثورةً..

جاءتْ بعدَ اشتياق

وخرجَتْ بعدَ موتٍ

الآنَ أو بعدَ حين

كأنَّ عيونَ الليل لم تنطفِئْ

أشكُّ أنّه يعرفُني

وأشك أنَّه يراني

بينَ عينيه أضيعُ

فأنا على ضافِ يديه أنثى من ضياع

ثم أصيرُ أنا أو لا أصيرُ

وأعودُ أمسكُ الريحَ مرةً أخرى

كأنَّ عيونَ الليلِ لم تنطفئْ

ولم يتوارَ خلفَ غياب...

غيابٌ صارَ ذاكرةً من غيابٍ آخر

حتّى عندما أردِّدُ الكلماتِ ذاتَها

وهو يردِّد الكلماتِ ذاتَها

لكنَّه ربَّما يحفظُني

أو على الأقل أحظى بمعرفةٍ ما

وتقاسمنا غنائمَ الحرب..

انتهتِ الحربُ

دفنتُ البندقيةَ

ولم أحملْ إلى الثورة

إلا عطرَ الياسمين الذابلِ

لم ينتصرْ أحدٌ..

لم ينهزمْ أحدٌ.. !!

لم نقفْ ساعةَ صمتٍ إجلالاً للصمت

لم تنحدِّرْ  دمعةٌ من عيونِ المساء

لم يتعافَ الليلُ من الثورة

ولم يتخلَ قلبي عن لهيبِها

مع أن الغيمَ توحَّد في الأفقِ

وصارَ  لليل مزاجٌ آخر عابرٌ

فوقَ أوراقي الخاويةِ البيضاء

لم تكنِّس الريحُ  الطرقاتِ من غبارِ الحربِ

بقيَتِ الأدلةُ..مع أنَّ الضحايا هربوا..

أنا لم أتركِ الساحةَ، لكنّي تموّهْتُ بمهجةِ الليل

وصارَ قلبي أبعدَ عن الحربِ

أقربَ للثورة..

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2094 الاربعاء  18 / 04 / 2012

في نصوص اليوم