تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

"آنُ".. الثَّوْرَة / أسماء شلاش

نأخذُ إفادةً "ما" لزمن "ما"...

والآن.. نفتحُ البابَ إلى القصائدِ

نحلِّلُ في مخابرِنا البدائيّةِ ملوحةَ الدّم

نُعاينُ خِضَابَه..

ونقيسُ ضغطَ الريح..

لم يرتفعْ..

لم يهبطْ..

لم يتنازلْ..

لم يوقِّع هدنةً مؤقتةً أو دائمة..

وبينَ الكلماتِ ثمّة مَنْ يحضِّرُ الجنائزَ أو المواكبَ

كنتُ أراقبُ الثائرينَ من شرفةِ القصيدةِ المتوترةِ

أتنفَّسُ الصّبحَ ثم أتسرَّبُ من قلقي

أراقبهم أو أكتفي بمَطلعٍ يزلزلُ ما لم يكنْ قصيدةً

أهيِّئُ لهم ريحاً من كلماتي  

كانتْ عيونهم وَطَن..

وأيديهِم غُيوم..

وكان الزيتونُ يرتفعُ ويرتفع

وترتفعُ معهُ القصيدة..

وتصيرُ القصيدةُ شاهقةً جداً..

لكنَّ المُلَوحةَ ذاتَها..

والفجيعةُ لمْ تنتهِ

لم ينتهِ الإعصارُ

ولم تهدأ الثورةُ

لم يهدأ الجسدُ

الجسدُ صارَ وطناً

لازلتُ أقلِّبُ الاحتمالاتِ

لم يهدأْ توتُّرُ البحرِ

لازالَ يسألُني:

منذُ متى كانت الريحُ تمرُّ من بيننا

وتأخذُ كلَّ شيءٍ وتمضي..

تَرَكُوا السلاح..

تركوا رفاتَ الثورة

تركوا مناديلَ رؤوسِهِم

تركوا أناشيدَهم

رحلوا..

تصدَّعَ الفراغُ..

وبقيتِ الثورةُ شاهقةً

ولم يلتفتِ البحرُ

لم يهتمْ لمعادلةِ الغروبِ في انتظارِ ما ليس آن

لم يصغِ لأغنيةٍ ما..

لم يصغِ لهم

ولا الريحُ أصغتْ لصمتِهم أو صوتِهم

كانَ المدى يتسعُ

كي يدوِّنَ الثورة..

وكان البحرُ أعمقُ من كلِّ مرة

وكنا نعبرُ جميعاً..

نتجاوزُ الخطوطَ كلَّها.. حتى الزرقاء

التي صنعها العدوُّ الافتراضي

من افتراضِ ما ليسَ افتراضاً

لم أفكرْ بحملِ حقيبةٍ أو حقيقةٍ

فكلُّ شيءٍ كان أوضحُ

لم أحملْ  دفتراً أو قلماً

لم أحملْ إلا قلبي

ظننتُ أنِّي سأتوقفُ عن الكتابةِ في خضم ذاك

أشعَلُوا المصابيحَ لأنَّ الليلَ كان

يتوغلُ في المتاهات

كان يرصدُ تفاصيل موتنا

يحسبُ رنّاتِ الندى في آخره

كانَ الهدوءُ..

كانَ الصّمتُ

كانَ الوطنُ أقربَ مما مضى

والإعصارُ أبعد مما سيأتي

والموجُ الأخضرُ يقتربُ

من أصابعِ الحلم العتيد  

لكنَّه مختلفٌ هذه المرَّة

وكانت الثورة..

الآنَ..

إنَّها الثورة..

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2104 السبت  28 / 04 / 2012)

في نصوص اليوم