تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

أَشْهَى مِنْ عَنْبَرٍ مَسْفُوكٍ عَلَى دَمَي / أسماء شلاش

أُباعِدُ أصابعي كَيْ تَمرَّ مُصفَّحَاتِ الغِيابِ عَلَى الغِيَابِ

أَحسُّ في الزَّهرِ الأليمِ لهيباً يَغْمرُني..

يأخذنُي الى آخرِ الحُلُم ِ القتيلِ...

فَأَخطو الى تابوتِ الشَّوقِ..

أقرأُ عَبْرَتِي..

أمْسَحُ الذِّكْرَى مِنْ سَاعةِ الجِدارِ..

لنْ أحرسَ مَكانَكَ بنُعُومَةِ سَيفي..

فلَسْتَ هُنَا..

لسْتَ هُنا..

هُنا وَطَني الجريحُ برفقتي..

وبرِفْقَتي أيضاً اغفاءَةُ القنديلِ..

وكلماتي المُحناةِ بلونِ الغيابِ..

ترتعشُ العذوبةُ في كفِّي الصغيرةِ كعصافيرِ طفولتي الغريدةِ

أنفضُ حَصيرَكَ في العتمةِ المُوجَزةِ..

ألملمُ شظايا رجولتِكَ المُتَبَخِّرةِ من وجودي العفيفِ..

لأنَّهُ وطني.. يَزجُّني في طَلْعةِ السَّيفِ الغريقِ بالدَّمِ

هو كذاكَ وَطَنٌ..

على عَتَباتِه زرعْتُ قلبي زيزفزناً..

يا مَنْ تتسلَّقُ جدرانَ أنوثتي..

وترتاحُ في رشفةٍ من فمِ الصُّبحِ..

قَطِّعْ خيوطَ وَهنِكَ بأهدابي الغافيةِ على ذِراعِكَ..

تَوارَ..لأمسكَ أطرافَ غيابِكَ..

أُحرِّقُ اللوعةَ حتَّى تتوضَّأَ من عيوني..

 أفوِّحُكَ من قارورتي المُعبَّأةِ عِطْرَاً كَسيحاً..

أقطِّرُكَ من رُؤوسِ أقلامي حنيناً..

أمزِّقُك.....

ثمَّ أحرقُكَ مسوَّداتِ قصائدَ ليستْ للنشرِ

وأكوِّنُك من عجين الغيمِ..

مِنْ مَخاضِ الثَّورةِ..

أفْرشُ للغيمِ العابثِ ثوبَ الأنوثةِ..

كي يصيرَ الوطنُ حقلاً على جسدي..

ياسميناً عَلَى جَسَدي..

ناراً  عَلَى جَسَدي...

وأمرِّر عبرَ نوافذ اشتياقي اسمَه..

من حرقةِ الزَّهر الجريح..

تتسلَّلُ من تحتِ أظافري..

تسرقُ النجوى في الليلِ الأخيرِ

تأخذُني خلفَ غيمٍ..

وتمسحُ روحي بروحِكَ..

تسمعُني....على حافةِ غيابِ تَمُوز...

فتستنشقَ صَوْتي....على خَرابِكَ...

تنثرَني طُيوراً على جسدِكَ لتصيرَ رَجلَاً "حقيقياً" آخرَ..

أو وَطَناً آخرَ بعدَ ثورةٍ خضراءَ من زيتونِ قلبي..

وإذا كنْتَ كالوَطَنِ من خَرَابٍ مؤقَّتٍ,

فَأَنَا كالْحَيَاةِ, مِنْ خَرَابٍ مُزْمنٍ..  

تتسلَّلُ أرقامَ عشقٍ في دَفْتَرِ الهَوَى..

ألمحُكَ في زَفْرةِ الانشاءِ..

على شَهيقِ السَّنابلِ..

أغسلُ بصوتِكَ  أوراقي من بقائِك..  

أمرِّرُك عَبْرَ الكلامِ المقطَّرِ نَدَىً واشتياقاً..

وتنسابُ مني لونَ تعبيرٍ كالصَّبَاحِ في الزَّمَنِ المالحِ..

 يباغتُني طَيْفُكَ الذي يَمرُّعلى جَسَدي..

يمرُّ ثورةً  تَنْحَتُ الحزنَ بالضَّياعِ..

كما تمرُّ قوافلُ الحريَّة في نزْعِ الليلِ المتوسِّدِ وَجَعي..

أسمعُ صوتَكَ صوتَكَ في الغيابِ..

أجمعُه.. وأنحدِرُ الى عمقِكَ في العذابِ,

وتنهمرُ رُوحي على روحِك مَطَراً كثيفاً كوكبيَّاً مجنوناً...

فألمسُ غلافَ روحِك,

فتتلعثمَ الأماني في سكوتٍ..في انكسارٍ

تنقشُني وطناً على ضفّةِ "غدْرِكَ"..  

فتلتهبَ الأنوثةُ في شَغَفِ الحُريَّةِ..  

تصنعُ لي من غيمِكَ الكاذبِ ثوباً..

فأغطِّيكَ بالتعبيرِ..

باللغةِ الملَّوعة على نَهْرٍ شَحيحٍ..  

أسمعُ ترانيمَ المطرِ..

 فأفتحُ نافذةً للنسيانِ.. في غرقٍ مُزمنٍ..

لم يبقَ لكَ عندي إلا حنينٌ جافٌ..

كأغصانِ السّنديانِ بعدَ عاصفة مجنونة..

أجمعُ الهدوءَ..في لَهيبِ وطنٍ..

لمْ يبقَ لكَ مكانٌ هُنا..

مزَّقتُ ماتبقى من مُمَزَّقات الغيابِ....

في وَطَنٍ رَطبٍ بعدَ الثَّورةِ..

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2119 الأحد  13 / 05 / 2012)

في نصوص اليوم