نصوص أدبية

في مقلتي تلتقي الشّموس / المهدي محمد

يَجِـنُّ الليل في مقلتي .

وتتلأْلأُ نجوم الصَّبابة

على جَبيني المَشروخ،

كمرآة هَشّمَتْها حَوافر

الخيول المُسْرَجة نحو الأفق المفقود..

وأنا الواقف على شظايا الموت

العائدِ من ساحة النّزال..

مَهْـزوما كما أحلامي المُترعة بالجراح..

حَسِيرًا  يُرَمّـمُ ما تبقى من نَخوة،

بالأسى يُضَـمِّـدُ جراحات الألـم المُشرع على المجهول.

وها هي ذي بَيارِقُ الوَجْـد تأتيني،

مُنكسرة على أعتاب الـذّات ،

تَلُفُّـني برداء من نَزَق وشوق..

لأُعاودَ العشق مرّات ومرّات

عن غير قصـدٍ..

ويتوهّج طيفُـكِ هُـلامِيّـا في عينايَ

عن غير قصـدِ ..

وتستديرُ الثُّريّــا،

لِتُقبـل علي بنور سافر عبر الأكـوان

ملاييـن السّنيـن .

وتُـغدِقُ علي من القُبـلِ المُسَجَّـرَةِ،

ما يُشـعِلُ قيـعان َ الخُـلْجـان ،

ويُخْمِـدُ لَهيـبَ البراكيـن .

 

وبينما أرقب تَدَلّـي الشمس

خلف أهذاب الظُّلمـة،

وانكسارَ هامات الضوء،

ينبعـثُ من أَغـواري طيف من ضيـاء،

يَغْـمُـرُ الأرجـاءَ،

ويرسـمُ على محيى الشّفَـقِ ،

أناشيـد الغواية لهُـواة السّـفـر..

فيا وَخَـزًا من عُـنْـفُوانِ!

ويا بقيـة من عِشـق!

أنظرني إلى لحظة بعث،

لأتلـوَ من صحيفتي سِـفْـرَ الاعتـراف،

وأُعلـن أمام الثّـقَـلَيْنِ ،

ما اقْـتَرَفَـهُ انْفِـلاَتُ الشّوقِ من أسـرار ،

وما خَـطّـهُ على كُفوفِ الأيّـام من أثَــر .

 

في أرفود بتاريخ 23/05/2012

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2132 السبت  26 / 05 / 2012)

في نصوص اليوم