نصوص أدبية

جُدْرَانٌ .. وفواصلُ حَرْبٍ وسِلْمٍ / أسماء شلاش

لم يكنْ الى ذلكَ الحدِّ من الارتفاعِ,

لكنْ كلّمَا نظرْتُ اليهِ يزدادُ ارتفاعاً..

حتَّى يبدو قريباً من الوهمِ..

وقريباً من الحقيقةِ..."معاً"

ورغمَ هشاشتِهِ لمْ يتصدَّعْ بعدَ كلِّ مطرٍ..

بعدَ كلِّ عاصفة..

بعدَ كلِّ انفجار..

وبالرغم من معرفتي بأسرارِهِ

إلا أنِّي لمْ أستطعْ أن أتسلَّقَهُ حتَّى الآن..

أو أحاولَ...!

وهناكَ شيءٌ "ما"  يشدُّني كي أجرِّبَ..

لكنّي اكتفيْتُ بالنظرِ..

سأغضُّ النظرَ كي لايرتفعَ..

لأنَّ فكرةَ تسلُّقهِ لازالتْ تراودُني..

"تلكَ هي الجدران........"

((ثانياً))

لأنَّكَ الغدْرُ بعينِهِ..

كيفَ أفتِّشَ عنكَ في الغيمِ المخادعِ..

لم يبقَ إلا يَدي اليُسْرى من الارثِ القديمِ

أتوسَّعُ في الحرمانِ..

أدقِّقُ في اللغةِ المُمْطِرَةِ..

لا تلهثْ خلفَ سرابِ حلمٍ مفزعٍ..

أهذا أنتَ الذي تُتْقنُ الانصياعَ لوقتٍ لمْ يأتِ

حتَّى انحدرتْ على خدِّ المساءِ دموعُ الوردِ

أحبُّ لغتي لو خابَ التعبيرُ من بابِ الغيمِ

أو رَجَعَ قافلاً.....من دونِكِ  أيُّها الغادرُ.......

((فاصلة ثورية))

مثلَ شُعَاعٍ هاربٍ من عَتْمَةٍ خشنةٍ..

تتسرَّبُ الى جَسَدِ الليل المزمنِ..

تأتي "الثورةُ"..

تتلمّسُ خُطَاها في الزَّمنِ المقفرِ..

"تلكَ الثَّورةُ"

تكنِّسُ الطّرقاتِ من الخَطَايا والأوجاعِ..

" فكمْ هي ثورةٌ "...!

تنْحَدِرُ الى الرّوحِ..فتعبقَ الحياةُ..

تَمرُّ فوقَ الخَرابِ..

تُسايرُ الأشّعةَ الخجولةَ فتزدادُ أملاً..

تتخطَّى حَواجِزَ الخوفِ وتدْحَرُ الهزيمةَ الهزيمة..

تمزِّقُ الصَّمْتَ بعنفوانٍ نبيلٍ..

وتنثرُ الخيبةَ عِطْراً فوقَ الحُطَامِ..

أسْمَعُ رنيْنَهَا الآسِرَ...

أحْضُنُ مداها وطناً..

كأنَّها كانتْ منذُ أمدٍ..الى أَبَدٍ ..

نلوِّنُ بِهَا الجُدرَانَ..نَتَفاعَلُ في أنوثَتِهَا..

فيولدُ وطنٌ..من رُكامِ خيبةٍ..من رُكامِ أملٍ..

تلكَ هيَ "الثورة"

((ثالثاً))

الذينَ قبْلي صَمَتوا..

كنتُ أجْمَعُ صمْتَهُمْ من عتبةِ البابِ الخلفي للتاريخِ

أُهَادِنُ صَبْري..

أو أتنازلُ للرّيحِ..

ليسَ ضَعْفاً بلْ رغبةً بالسَّلامِ

لم أكنْ من انتظارٍ أو حريقٍ..

كنتُ وَطَناً يشتعلُ ولا يحترقُ..

كانَ أبعدَ عن الخرافةِ,

لكنَّهُ كانَ أسطورة..!!

((رابعاً))

الساعة هي :0

من عادتي ألاَّ أحبَّ الأرقامَ,

لكنَّ الصفرَ ليسَ رَقْماً

بلْ فراغٌ يحتاجُ الى رقمٍ

خبَّأتُ الكلماتِ المشتعلةِ في عُلبةِ الوقتِ الآخرِ..والأخيرِ..

ربَّما لنْ تتطلعَ عليها لوْ مررْتَ صدفةً..

انَّها تحتاجُ الى محترفٍ يفهمُ أسرارَ الغاباتِ

أسرابُ الطّيورِ رَحَلَتْ..

ودَّعْتُ المكانَ..

ودَّعْتُ الوطنَ..

بقيتِ الثّورةُ لكلِّ وَطَنٍ..

التقينا خلفَ النزيفِ..

على رفِّ الغبار الكثيفِ..

على ورقةٍ صفراءَ اضطربَ صبرُهَا

ارتفعَ ضغطُ الرّيحِ..

وصارَ الهواءُ من فراغٍ بدائيٍّ

كنا هُنَا..

وكانوا..

وصارَ الوطنُ للثائرينَ...

((خامساً))

الآنَ صرْتُ أكتبُ بشراهةٍ..

تجتاحُني رغبةٌ عارمَةٌ للكتابةِ

انقطعَتْ عُهوداً

كَبُرَتْ عُهوداً

وتغيَّرَ الأشخاصُ

وبقيتِ الأسماءُ

وصارتِ الألوانُ باهتةً..

وجففتِ الريح أمكنتَنا..

ونفضْتُ ستارةَ نافذتي من غبارِ الانتظارِ

ربَّما غداً..

أو بعدَ حين..

في ساعةِ الصّفر فقط نكتشفُ

أن التغييرَ مثلَ وجوهِنَا يبتسمُ أو لا يبتسمُ

عندما لا يرى أمامَهُ وطناً يضحكُ للشَّمسِ

((سادساً))

أحبُّ الوردَ على طريقتي البدائيةِ في الحبِّ...

أغرسُهُ صباحاً في حِبْري

ومساءً يَصيرُ وَطَناً لي..

أحبَّ الورد لأنَّه من جُنُوني..

من اشتعالِ القصائدِ على وَجْنَةِ الوطنِ الباقي..

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2137 الخميس  31 / 05 / 2012)

في نصوص اليوم