تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

الدمع لا يكفي شآم / فاطمة الزهراء بوعراس

والموت أقام زائرا

تزفه البوم و الغربان

 بين الأطلال

يكشر عن أنيابه هنا وهناك

في كل مكان

زئيره يعلو

فوق صوت المآذن الكئيبة

 ريحه الزؤام

تخلخل الأجراس

في كنائس المدينة

و السواد

يلوّن السماء

 و يرجف القلوب

 وينشر أجنحة كثيفة

تصفّق للخراب

وتدفن في طياتها

حكايا عنك

 يا أميرتي الحزينة

والموت فيك يحتفي ويحتفي

بالدم والسراب

الموت أو الموت أو الموت

  يا شآم ؟؟

كيف وصلتِ هذا المحال؟

 

شآم يا سوريا

يا أميرة الأحلام

والجمال

لمادا كسرتِ العود

ولم تلمسي الأوتار بعد؟

واستغنيتِ بالصرير عن الأنغام؟

لماذا غادرتِ تلك الحلل البهية؟

والحارات تبكي عروضها الأخيرة

والصبايا على أبوابها

والنظرات في عيونهن كسيرة

يسألن ألف ألف سؤال؟

من زرع فيكِ الألغام تحت الدوالي

وكيف غفلتِ عن(داسوس) الليالي ؟

من يسقي في غوطتك بحقده الفتنْ؟

ضاق الصدر يا حبيبة الجمال

والفؤاد ذوى

عصرته المحن

حينما شآم تُنحر

والديار أطلال

 

الحزن لا يكفي شآم

والأشلاء تجاور الأشلاء

والياسمين بلون الدماء

و ساحات الرقص

نار ودخان

لا دبكة تتعانق فيها

تلك الأصابع الجميلة

لا صدى لأقدام

توقع الأحلام

انبطحت مع الأجساد

والجثث المجهولة الهوية

العيون الشامية الجميلة

أطفأها الرماد

سرق نورها بجهل وعناد

العمى يصارع الظلام

يدفعه إلى الأمام

الليل سجى

لا بصيص

لا أمل

الجولان تنتحبُ على الملأ

(اليوم أتممتُ حسرتي)

(ورميتُ للقهر يميني)

(وجاورتُ الآلام)

 

الدمع لا يكفي شآم

و قيل لا يٌكفكف يا دمشق

والصَّبا ما عاد أرقُّ

في بردى

والدم يسقي نبعه العتيق

مياهه

أضاعت الطريق

الحروف نضبتْ

على شفتي شاعر

ليس كما الشعراء

عاشق لما فوق المعاني

للأغاني التي ينتشي الجمال

من جمالها

بحّ صوته وصوتها

انتحر اللحنُ بطلقة مريبة

هل تحوّل نزار إلى(تأبط شرا)؟

ضاعت الأوطانُ بين

التحقيق والتحقيق

احترق الحلمُ بين الشرق والغرب

ضحك الموتُ فيكِ من أشلائنا شآم

سخر الموتُ فيكِ من دمائنا شآم

سنصلي للدم صلاته الأخيرة

وأنتِ يا شام القلب

ارفعي يدك المضرجة

 لاتدقي أبواب الحرية

لكن

حطمي الأقفال

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2141 الأثنين  04 / 06 / 2012)


في نصوص اليوم