نصوص أدبية

(جان) يعزف على وتر الغربة / سعدي عبد الكريم

(جان) ...

كان يهمس لأصدقائهِ

في مساءاتِ الغربةِ

أبي ...

كان يعلمني

كيف يقسو على أبناءه الوطن

لكنه ...

يعشق (العراق)

يعشقُ نخله

جنوبه .. والشمال

وللان ينوءُ بحملِ همومِ الغربةِ

فالوطن أمسى بعيدا كالأفق ِ

قريبا كالحلم

أبي ...

شاعرا نبيلاً

جميلاً ...

شفيفاً ...

حالماً كبيراً

رجلا كونيا

كان يبكي على العراقِ

يعتصرهُ الألم

تحاصرهُ العبرة

أراه مراراً في خلوتهِ

يبكي كثيرا

ولما يزل !!!

***

 

كنت ألهو في الغربةِ

ككل الأطفال

ابحث في أشياء أبي

داخل صومعتهِ

عن وجع الوطنِ

عن شعره .. عن عشقه

وأمي ...

كانت ترقب هوسيّ بأبي

قالت ليّ يوماً

ستكون كأبيكِ

وستنالُ وسام َ الحرفِ

وترتدي بزة َ الشعرِ

وتوزع ُ حصص َ الأحزان ِ

في غربتك َ

على طلع ِ النخل ِ

فوق َ قمم الجبال ِ

على وجه ِ الوطن ِ

المطرز بالأماني

والعذابات الجميلة

أمي ...

كانت تتنهد شوقا ً

حين تذكر أول حرف سطره الرب ُ

لما أحب َ قمر ٌعراقي ٌ

شمسا ً دمشقية ً

وولدت ُ أنا ( جا )

حينها بزغ الضوء

من جهة الغرب

***

 

أبي ( شينوار)

يشعل ُ عبر َ رحلته ِ الكونية ِ

حطب الكلمة ِ

ويفك ُ طلاسم َ الأسماء ِ

طلاسم َ الكلمات ِ

طلاسم َ الأشكال ِ

حتى لا تبرح العصافير

بيتنا ...

كان لي الضوء والماء

والأرض .. والقلب .. والوطن

انه منهمك كالأسطورة

في ذاكرة الوطن ألا منسي

أمي ...

تلك المرأة الحلبية

التي اسجد ُ في محرابها

لأنها علمتني

كيف أذوب في بحر ِ صلاتي الأولى

وكيف أحب

ولا اكره !!!

ولا اقترف الخطايا

لارتقي صوب أفق الروح

وأذوب بعشق الرب

علمتني ...

كيف أنمو كالبراعم

من رحم الشجرة

ولا انفصل عنها

حتي لا يُغتال الجمال في قلبي

في بصري .. في غربتي

وفي وطني

 

***

 

أنا ادعى (جان)

بن شينوار عاشق الحرف

ابن الحلبية الطيبة

اعشق ُ الجمال َ .. والجبال

واعشق ُ نخل َ العراق ْ

 

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2142   الثلاثاء  5/06/2012)

 

في نصوص اليوم