تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

لست المسيح .. كي أحب أعدائي / فاطمة الزهراء بولعراس

أين أنا من هؤلاء الأنبياء؟

كي أسموَ

إلى منزلة المسيح أو محمد ؟

وأحب أعدائي ؟؟

وأين هم أعدائي

من هؤلاء الأتقياء

كي يفهموا

أن العفو قوة عند المقدرة

و أن الحب بين الناس

بلسم لكل أدوائهم

وشفاء

 

لا تنتظروا مني معجزة

فأنا أُسقمتُ بالخذلان

كُوفئتُ بالعصيان

سنمار أنا

نحروني فوق أبراج القصر الجميل

ذبحوا أحلامي

على مرآى القمر

سخروا من براءتي

صبغوها بظنونهم

يقولون

أن الصفاء مستحيل

 

لا تنتظروا مني معجزة

فأنا أعلنتُ خسارتي

رفعتُ الأيادي عاليا

ركنتُ مرغمة للفشل

أدركت أن الحرب مع هؤلاء

ليست أوزارا أو جريمة

لكنها كما كل الحروب

انتحار

 

لا تنتظروا مني معجزة

أنا ضيعت إحساسي بالوجود

حين قضى عليّ

من إليه كنت ألوذ

حين رأيتُ الفضيلةَ تبكي

تستعطف الرذيلة

والأزهار تستحي من شوكها

والينابيع تنتحر من صمتها

والطين من حولها يوقّع

بالخلود

 

لا تنتطروا  مني معجزة

أنا انتحرتُ

عندما سمعت الأشجار

تشكو من زهر الربيع

و رأيتُ

الأنوار تختفي

والليل يطاردها بسواده الفظيع

أدركت حينها

أنه زمن السوء والارتداد

فأطفأت شموع ميلادي

بما في صدري من نجيع

 

لا تنتطروا مني معجزة

أنا عرفتُ في بكوري

شيئا من التسامي والنقاء

غرقتُ في زمن كله

فرح ورجاء

انتظرت حينا من الدهر

فما أدركتُ شيئا من أمري

إنما تبعتُ سرابا

قضيتُ في صحرائه عمري

وصحوتُ على حقيقة

كنتُ أخفيها

وأنا أدري

مرةَ تمر أيامك

إن اعتقدت في غيرك أمانا

أو وفاء

 

لا تنتظروا مني معجزة

فأنا لست المسيح

وأبعد ما أكون عن الأنبياء

وحتى عن عامة النساء

واسمحوا لي

إن أنا أرهقتُ أسماعكم بظنوني

وطمعتُ في رحابة صدوركم

وأنا صدري يضيق

فاصفعوا هواجسي بدليل

من فضلكم

فأنا مصرةٌ  أن أتعافى منها

ومن تمائمها أستفيق

ويعود إلى قلبي

شئ من الرجاء

 

ف الزهراء بولعراس

جيجل الجزائر

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2150 الاربعاء  13/ 06 / 2012)


في نصوص اليوم