تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

مُصارع الثيران / باسم فرات

البطلُ الذي مَلأَ الأساطيرَ

راحَ يُلهِبُ حَماسَ الْمُعجَبينَ بسَوطِهِ

اجْتَذَبَ الثورَ وهو يَضحَكُ على ذِقنِهِ

طَعَناتُهُ تُرَقّصُ 520 كيلو غرامًا

فَتَنهَمِرُ الجِراحُ على قَميصِهِ

طَعَناتٌ ورقْصٌ

رأيتُ الْجَحيمَ يَحتَضِنُ الْخُرافَةَ

على حافّةِ الألَمِ، ذكرياتٌ تَرعى في الحُقول

والدمُ شاهِدُ عِيانٍ أوحدُ

يتَقلّبُ المِلحُ في الملعبِ ، يُوجِعُهُ بَياضُهُ

تَصرخُ الأبواقُ العَسكريةُ لتُربِكَ الْجَريحَ

والْجَريحُ يُربِكُ الأفقَ بقَرنَيهِ

يَقفِزُ الفتى الغرّيرُ بأناهُ عاليًا

يُسَدّدُ...يَشجُّ خَمسَةَ عُجولٍ

تَتَهاوى أحلامُ الثورِ

حُصِدَتْ ذكورتُهُ

والسيفُ يَغرِزُ مَعَهُ تاريخَ مَعاركَ لقَتلِ الله

حيرةَ القيتشوا أمامَ ضَياعِ كاي باتشا

وحيرتي أمامَ رَمادِ أيامي

يَكادُ يَخدِشُ بَهاءَ الأنديزِ صَفيرُ المارةِ

أمْسِكُ خَطَّ الإستِواءِ مِن أوهامِهِ

وأحفَظُ أسرارَ ارتباكِ الماءِ

بينما الْحَدائقُ تُنَكّسُ عِطرَها

تُنثَرُ الوُرودُ دونَ مُبالاةٍ بِعَويلِها

أَجْهَرُ بدُموعي لِتُواسي هذا العويلَ

تَملأُ القُبّعاتُ الساحةَ

والمدرجاتُ بَدَأتْ تَعودُ لفَراغِها

قناني الْجَعَةَ تُرمى على أَنينِ الطبيعةِ

والأمازونيات صَبَغنَ وُجوهَهُنَّ بالأَسى

تَذكّرْتُ آشورَ

والثورَ الذي من جَبَروتِ جَناحَيهِ ارْتَجَفَتْ إمبراطورياتٌ

وقدّمَ لهُ الجِزيةَ أباطرةٌ وملوكٌ

ها هُوَ ذا مُجَندَلٌ تحت أقدامِ الفَتى الغِرّيرِ

وفي الدائرةِ الرَمليّةِ ألواحُ أسلافي

سُكارى يَسحَقونَها

رأيتُ نُبوءاتٍ مُقَدّسَةً تَنهَشُني

وأساطيرَ تَسحَبُني إلى الهاويةِ

حاولتُ أن ألمّ دَمَ أنكيدو، لكنَّ دودًا وَزّعَهُ بين القَبائلِ

فَانْهلتُ سِبابًا على صَمتي

هُو الموتُ إذًا!

فَكّرَ الثورُ

بينما تَمَرُّ حَيَواتُهُ، شَريطًا مُزدَحِمًا بالْخُذلانِ

وأسْدَلَ سِتارةَ الدّمِ على الْمَشهَدِ

 

وَفي الركنِ الْمُعَبّدِ بالصُّراخِ أَجْلَسْتُ حَنَقي واعدًا إياهُ بِكِتابةِ هذهِ القَصيدةِ

..................................

قيتشوا: لغة أصلية في الاكوادور.

كاي باتشا: الأرض حسب إحدى لغات الهنود الحمر

كيتو – الأكوادور

28 تشرين الثاني 2011

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2184 الثلاثاء 17/ 07 / 2012)

 

في نصوص اليوم