نصوص أدبية

لبستْك الجريمة أم لبستها يا قابيل؟؟ و ما كنتَ تدري كيف تداري سوءة أخيك  لولا

الغراب فبانت مساوؤك كلها والأنا والأنا والأنا  وبعدي الطوفان و الجريمة أما

آن لك (قابيل ) أن تتوب .............

أما آن أن تدرك

أنك وُلدتَ (عاريا)

من كل قيد

وكذلك أنا

أما آن أن تعرف

لمَ لمْ أبسط يدي لأقتلك؟

وتركتك تبوء بإثمي وإثمك؟

مدى الدهر وقصة الجريمة

مدى الظلم وقصة الجريمة

مدى الحروب تحصد الابرياء

مدى الكوارث

تعيث فسادا في الأحياء

أما آن لك قابيل أن تتوب

........................

ليتك كنت وحدك يا قابيل في الجريمة

ليتها كانت أولى وأخيرة

ولم تصبح كما نرى

ناموسا للموت والحياة

ليتك كنت وحدك في الجريمة

ليتك أدركت كما أنا النجاة

أما آن لك أن ترفع يدك عن الحياة؟

أما آن لك(قابيل) أن تتوب

........................

يعيث القوم بعدك في الأرض فسادا

يهلكون النسل

يدوسون الحرث والزرع

يسلبون بالظلم

من العيون بريقها

من القلوب رحيقها

من الصدور شهيقها

يعبّئون الريح

في قوارير من لهب

يفجرونها

كي يحصدوا الذهب؟؟

يصنعون(المجد)

من أشلائهم

من دمائهم

من آهاتهم

أتُصنع الأمجاد من الجريمة؟؟

أما آن لك قابيل أن تتوب؟؟

................

هذا أنا كما أنت قابيل

لازلتُ أحيا

وها أنت لا تزال تموت

أنا قُتلتُ لأحيا

وأنت قَتلتَ لتموت

بتهمتك الجديدة القديمة؟؟

أما آن لك قابيل أن تتوب؟؟

....................

أما علمتَ أخي

أن الأرض وسعتنا قديما

ولا تزال

أنا وأنت

والسماء جنة أضاعها أبوانا بالعصيان

أكانت خطينتك؟؟

خطيئتنا؟

خطيئتهما؟

اهبطا إلى الأرض جميعا

إلى حين

الشيطان بعد الكيد يفتح الطريق

بالأكاذيب

بالمواعيد

أخلفَ إبليس

لكنه انتهى بك( قابيل) عند الجريمة

تحملُها

ويحملها الانسان

أمانة

رفضتْها الجبال

وحملتَها ظُلما

أكنتَ من الجبال أقوى

أم فضّلتَ أن يسري

في دمائك الظلم

كما الجريمة؟؟

أما آن لك قابيل أن تتوب عن الجريمة؟؟

..................

أما آن لك أن تدرك

أن الأرض أجمل

بالغابات والأشجار لا بالحريق

مالك ضيعتَ معالم الطريق؟؟

أما أن تعرف

أن السماء أبهى

بالصفاء وبالألق

وبالنجوم تزينها عند الغسق

الجو يروق

بأصوات العنادل والحساسين

والشمس أروع عندما تختفي

في خفر عند الشفق

أما آن لك قابيل أن تروق

وتتأمل جمالها عند الأفق؟؟

أما آن لك قابيل أن تتوب؟؟

...............

الأرض أجمل

عندما أنا وأنت

ننشدُ

للنور وللسواقي

نعزف لأسراب النوارس

ترقص تحت أشعة الشمس البهية

نحلم ولا تنتهي أحلامنا

بالرصاص وبالقنابل

ننزع الخوف من قاموس الليالي

نملأها بالشعر وبالأسمار

نكتب بالحب

في صفحتنا الأخيرة

عمرا للصُّلْح

بأحرف منيرة

أكان حلما أن ننادي

للخير والعمار؟؟

أكان حلما أن نُنشِد معا

للدهر قصيدة أثيرة

أم سنظل نقرأ بحسرة مريرة

قصة ابني آدم والغراب

مع الأنا ومع الجريمة

أما آن لك قابيل أن تتوب؟؟

15.9.2012

خاص بالمثقف

.................................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (عدد خاص لمناسبة يوم الشعر العالمي اعتبارا من 24 / 9 / 2012)