نصوص أدبية

قصائد عبرية رافضة للاحتلال (1) / فاروق مواسي

 

الشاعرة دوريت فايسمن:

ولدت سنة 1950، شاعرة، مترجمة، مديرة ورش، ومنتجة أفلام. حصلت على جائزة يهودا عميحاي للشعر سنة 2003، وعلى جائزة الإبداع. لها عدد من الدواوين الشعرية. وسيصدر لها قريبًا ديوان ( ?????= اعتياد) بالعبرية يضم هاتين القصيدتين.

 

شارع نظيف من العرب

جدار الحدود صدِئ

لكن حول  (محولا)

سلكًا  جديدًا  ولامعا

 

مجرمو أوسلو يحاكمون!

حقوق الرجل في العائلة!

 

هذه الكتابات ما زالت بخط اليد منذ أن سافرت

في الشارع، الذي سُمّي حينها شارع الغَـوْر،

إلى الحبيب في الكيبوتس، ذاك الذي نام

ومنشفة مطوية تحت رأسه.

 

متى سافرت آخر مرة

في شارع متعرج

 

الآن يدعونه- شارع غاندي

وللعرب: ممنوع الدخول

 

كل هذا أُعلِـمنا به مؤخرًا

 

قطرات المطر على الزجاج

شحيحة

 

يُسمح لهم أن يقفوا

على جانبي الشارع، نحن نشتري منهم

خيارًا ساطعًا، صغيرًا

له تجعدات، فلفلاً معوجًا

وخضرة شائكة، محدقة

ما يشبه الخرشوف الذي اسمه عكوب

 

رائحة مشاعل

 

الشارع قفر، مثل صحاري

إسبانيا. قنوات الحوّر. تلال بخضرة

 

متى سافرت آخر مرة

في شارع متعرج

 

 

يافيت، أرجمان، محولا

البقالة في حقل ممراع –  هي مغلقة

 

قرأنا في الصحيفة:

مستقبل المستوطنات في علامة استفهام

 

الشارع الأعلى

نسافر بين جدرانِ أسلاك، أبراجِ حراسة، كتل الإسمنت

أسوارُ من تحت، أسوار من فوق، مدرّجــة

لََـبِنات لَـبِـنات في قلب رمادي كبير

 

نحن حاملو الهويات الزرقاء

سيارات مع لوحات الترخيص الصفراء

 

متراس يسيطر على طريق السير الرئيس

مثل كائن ثلاثيٍّ أرجلٍ في المستقبل

 

لهم طرقهم الخاصة بهم.

ها، هناك، بعيدًا ترون (التندر) الأبيض،

مسافرًا مسافرًا في الشارع، الآن اختفى

ننتظر، وها هو ها يندفع ثانية في الجهة الأخرى

 

مثلما الباطون يفصل بين الجديرة وبير نبالا

ويفصل قرية الجيب عن العالم

هكذا نفصل في الشارع الأعلى

نسافر وحدنا، شعبًا واحدًا، متوحدا

نسافر  باطمئنان، في هدوء، في أمان

فليس منهم أحد يخطر في الشارع، ها نحن نعجّ

نـُـري نوقف في الحاجز نلجُّ نمجّ  نضجّ*

 

أسماء القرى اختفت من اللافتات

قلندية، بدّو، بيت سوريك، كفر عقب

أحيانًا نجدها ممحوة بالطلاء الأسود، أحيانًا مقصوصة

عناتا، حزما، ربما يجد أحدهم راحة وهو

يلفظ  أسماءها بصوته، فكيف لو كان الأمر كتابة؟

 

في جانبي الطريق يصفرّ الخردل والملفوف البري

وأكاليل العوسج وتلك النبتة شبه القمح التي عندما كنا أطفالا

قلعنا بحركة مفاجئة بذورها الخضراء

ألقيناها على بعضنا البعض حتى نحصي

كم بقي منها

 

 

 

 

*غيرت بعض المعاني حتى أحافظ على أفعال لها الإيقاع الضاجّ، وذلك بالاستشارة مع الشاعرة.

 

الشاعرة نتالي براون:

ولدت سنة 1978 شاعرة وأديبة وسينمائية، ومحاضرة في مجال السينما. حصلت على جائزة "الشعر على الدرب" على الجائزة الأولى التي أعلنت عنها بلدية تل أبيب، بفضل قصيدة ق. نشاطها ملموس في مجالات الشعر والمسرح.

 

أحلام

في حياتها وفي موتها كانت أحلام فكرة

ولم يكن لها فكرة

بأنها هي تمامًا هي

عمرها خمس ونصف

بفستان مشمّـر مثقوب

في الأزقة المُشَـحّـرة

تغدو تدريجيًا مشهدًا

لحمها ودمــــــها

ثبتوا في المجرّد

وهي نفسها

راحت

تقلصت

فقط

اسمها

حُـفِـظ مثل

هيكل.

 

ق*

قبض الريح – همس   ق

قبض الريح

يتهاوى (سْلو موشِـن) مرجومًا بالأر. بي. جي

(الكل هباء)

في أرض الحصى التي كانت بيته

وجهــــــه يهوي

أين قربانه؟

 

ها هو جبينه يمس الأرض

يدمغ علامة

هنا كانت غرفة الأطفال، بل

غرفة النوم. هنا تكتّــل

بـِـكْـرِهِ الميْــت

وقت لقذف الحجارة

ووقت  ليفرغ إلى نفسه

 

قبض الريح – نخَـرَ ق ليست هناك

ذاكرة للأوائل ولا

للمتأخرين

 

الكل فكرة ريح

وحتى الريح تمحو حروفًا من الرمل الناعم

هنا مرّ    ق

ق  مضى

 

نشرت القصيدتان في ديوان الشاعرة (للقتل وللتنفس- بالعبرية)، الصادر سنة 2006.

* ق- العنوان مستوحى من ثلاثة مصادر: قايين الذي قتل أخاه، وسفر الجامعة، وهو بالعبرية  يبدأ بالقاف= ????، وتأثير العبث لدى كافكا، وهذا الكاتب يكتب اسمه بالعبرية مبدوءًا بالقاف.

 

روعي أراد:

ولد في بئر السبع سنة 1976، صحافي في صحيفة هآرتس، ويحرر مجلة للشعر (معيان= نبع)، ويعتبر مجلته جزءًا من عالم الشرق، فنشر لأحمد مطر، وأحمد فؤاد نجم، وقصصًا لعبد الرحمن منيف وغيرهم. حرر كتاب (أدوما= حمراء)، وأعمالاً أخرى يسارية وزعت بآلاف النسخ. أصدر أربعة كتب في الشعر والنثر. له نشاطات فنية وموسيقية ومسرحية، ونشاطات أدبية ثقافية مختلفة.

 

حاملة الطائرات

هذا سينقضي

هذا سينتهي

يملونه

ربما فعلاً ملوه

وإن لم ينقضِ

وإذا لم يملّ

وإذا لم يكن قد مُـلّ

 

عندها فهذه مسألة وقت

هم سيقتنعون

أفضل لهم أن يقتنعوا

ربما فعلاً  اقتنعوا

ماذا هنا حتى نفهم؟

هذه هي حنفياتنا

هذه هي منفضاتنا

هذا صحننا-  الحمص الساخن

هذه لافتاتنا لتحديد السرعة

مكتوبة بلغتنا، العَشْريـــة

إذا لم ينزلوا هم عن الشجرة

ننزلهم عن الشجرة

وننزل الشجرة

إذا لم ينزلوا هم عن السلم

ننزلهم عن السلم

ونكسر السلم

وبكسوره

نبني حاملة طائرات

ذات 101 مدفع من النحاس الأصفر

ذات 101 طائرة ميراج من النيروستا

ذات 101 صاروخ ذري

وفي رأس حاملة الطائرات

يقف شخص كان مرة نحيفًا

وجميلاً قرأ يشعياهو ليبوفتش

في كراسة "الجامعة المذاعة"

واليوم هو سمين ومتعب

شخص سمين إلى حد

سمين أكثر من كل ما شاهدتم

كله  دهنيات

كذلك الأنف، الجمجمة، الرقبة، وشعر الأبط

الذي يدلكه بالشامبو فيجعله شعرًا دهنيًا

سمين إلى حد!

سمين إلى حدّ!

إلى درجة أنه لا يستطيع الدخول إلى غرفة النوتيّ

لكن السفينة الضخمة كبيرة إلى حد، وتنجح في تدبير أمرها نوعًا ما

سمين إلى حد!

سمين إلى حد!

حتى أنه لا يستطيع أحد أن يدغدغه.

 

وهو يترجرج بتؤدة على ظهر السفينة، ينظر إلى الأسماك الطائرة قبالة الضوء الأول للشمس، ويقول:

هذا سينقضي

هذا سينتهي

هذه فقط مسألة وقت

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2221   الاربعاء  19/ 09 / 2012)

في نصوص اليوم