نصوص أدبية

هـانَ الوطـن وهُـنّـا / المهدي محمد

واحجِـز تذكرةً لحجر النّسيان..

ولَـملـمْ حواشي الكلام ..

وانثني كي لا يصاب الزمن بالدّوار ..

فقد أعياني التسكُّع

بين دروب الكلمات الموات،

وأخذ مني الجَهـد تَثـاقلُ الخطـوِ

صوب المدى المُترع على المجهول..

فيا غُصّـةَ البوح انتفضي ..

وارشقيني بالحروف المستعـرات،

لعل انكسار الطوق يُحَـرّرُني من أَسْـرِ المَعانــي،

ويغرس فيَ نزق الولادة من حمإ مُضَمّخ بدم قــان.

لأَحْـثِي التُّراب في وجه التاريخ الممسوخ،

والمنسوخ بأشـلاء الشهداء..

فيا كبرياء التاريخ تجلى،

واشهـد أنّـا هـنا ..

 صدورنا مُترعة على الخُـلُـود،

كطودٍ واقفون نَصُـدُّ بَـغْيَ النسيـان..

صامدون نرصُـدُ سديم الردى

الزاحف من سهام  الطغاة .

فاشهد أن أبناء جلدتنـا

قد هان عليهم الوطن وهُـنّـا ..

واشهد أن ضاق بهم الفهـم

فأنكروا علينا ذواتِـنـا

وأفتوا أنّـا نُحكم من ذات الفرد مرتيـن،

بل ثلاثا وأربعـا، بل أكثـر..

ومن بعدِه النّجـلُ والحفيـدُ

والنسلُ..

مثلمـا استكثروا علينا استنشاق نسيم الحرية برئتين،

وأن نشرب من ماء الحياة جرعتين..

بدعوى أننا لا نستحم في ذات النهر مرتين ..

وأن أفهامنا قاصرةٌ أن تدرك بأن للكراسي صولة،

تستدعي من أجلها أن يُسْلُـبَ الناسُ حياتَهـم،

ليحيـى الحاكم حياتين ..

ويُـقْـبَض من ذات المَلَـك مَرتـين.

 

أرفود

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2243   السبت   13/ 10 / 2012)

في نصوص اليوم