نصوص أدبية

ذات غروب / المهدي محمد

يُداهم وحْشَتي .

ويُؤثث الزّمان كما يَشتهي

لِيَزيد ابتهاجي و لَوعَتــي .

ذات غروب ..

كنت كالصّيف يمحو آثار النّدوب

من على وجنتـي..

ويُذوِّب جذوة من هوىً

مازال يُلهب حُرقتي .

ذات غروب ..

كان نجمُك يُعانق أَفلاكَ العاشقين

وينتشي ثمِلا يغازل نجمتي .

ذات غروب ..

كان جَوادك مُسرجا بالشّوق

يَرقُب انكسار جِيدك

القرمزي على صهوتــي .

ذات غروب ..

والشفق لاحَ، حين رسمتك ..

وثغرك و الشفاه ترياق

يؤجل موتي ..

ويُلغي مراسيم جنازتــي .

ذات غروب ..

أسلمتني الشمس خيوطهـا

وسقتني راح الخلود،

وقاسمتني سناء الحلول،

وشَطَحـات جَذبتــي .

ذات غروب ..

دثّـرتني الرّيح من الرّيح،

وأعارتني جواز الفَيَافـي

وهمهماتِ الغُيوم ..

فكانتِ السّنابلُ بُـــرْدي

والعواصف قُبّعتــي .

ذات غروب،

ليس كالغروب،

لَمْلَمْتُ انْشِطاري وَتَوَجُّسي..

وكان الأفق يوغل في الـهروب،

ويَنْثَني حَسيرا على مُقْلتي ..

وأَقَمتُ بَيارقي،

وأحرقتُ جَواز تَصَكُّعــي

وآثرت النِّـزال صَونًا لماء الوجهِ،

ومَددت أذرُعي مِلء المدى،

واحتضنت الغروب.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2271   السبت   10/ 11 / 2012)

في نصوص اليوم