نصوص أدبية

في مقابر الأحياء

الى قاع البئر

أدخل في جدل مع ضيف

غير مرغوب فيه

كانني أتجول في سنوات ضوئية

على ظهر سلحفاة

مبتورة الساقين

 

أخرج من قبري

وأضع جثتي فوق ضريحي

لكي أعلن رسميا

عن وفاتي

ثم أحضرمراسيم دفني

وأوقع شهادة الوفاة

في غرفة الغسل

بعد أن أقرأ حظي اليومي

في أحداق عرافة الحي

وأكتب وصيتي

لأموات لم يولدوا بعد

 

أتأفف من طعم التراب

ومن ضيق الحفرة

ومن النحيب والعويل

وملابس الحداد

غير أن الوحشة تربكني

والدود  حولي  يزاحمني

فأقتات من ملح الغربة

حتى لا أتعفن

 

 

ثمة غراب حزين

يحط على شاهدة قبري

ويحمل تابوتي

ثم يمشي في جنازتي

وأجهل في أي جدث

سيواري سوءتي

 

حتى الأموات مهددون بالانقراض

لكن الميت الذي رأيته ليلة أمس

لديه كل شئ

فقبل توديعه  الى مثواه الأخير

كتب على جلد بشري

قصيدة مدح

لحفارالقبور

 

ومن الأحياء

من يرش الزهور

على قبورهم

وهم قاب قوسين

أو أدنى من فحيح الأفاعي

 

بن يونس ماجن

لندن

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1258 الاربعاء 16/12/2009)

 

 

في نصوص اليوم