تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

فرح الرصاص

MM80كادت تميدُ الأرض من اجرامهم

فتوثقت بِكِمُ الى الاوتاد

 


 

فرح الرصاص/ احمد راضي

 

السائرونَ على خطى الأجدادِ الراسمونَ الدربَ للاحفادِ

الواهبون نفوسَهم لِسُموِّها النّائلونَ الخُلدَ في الآبادِ

المنزلونَ بيارقاً مشؤومةً الرافعون بيارق الامجاد

الناطقون اذا دعاهم خصمهم المسكتون المُزبد الرعّاد

والمرجعون الحق بعد ضياعه والكاسرون من العدو ايادي

الضاربون الشر في اوكاره يأبى الحماةُ مذلّة القُعّاد

تأبى ديارهم الهوان فما رضت مستعمرا فيها من الانداد

والقائلون لدجلة لاتحزني واحكي لنا عن قصة السنباد

فحكت لهم الفا وثم حكايةًعن فتية كانوا من الزهاد

لاهَمّ َ عندهمُ سوى الوطن الذي طافوا عليه ككعبةِ العُبّاد

يتسابقون الموت في احضانه وجباههم طودٌ من الاطواد

يتحاسدون شهيدهم في حسرة ماأروع الاقدام في الحساد؟

فاذا رأوا فيها النُعاسَ استأذنوا كي تستريح من الحديث الشادي

فغفت بملء جفونها وتجاهلت قمراً يغازل موجها الميّاد

لله أعينُ فِتيةٍ رُصّادِ ماذاقت النوم الهني الهادى

لله أذرعُ فُرّسٍ شُدّادِ كسرت ذراع العُتَّلِ الاوغاد

يتراكضون على الممات تفرساً كالصيد في مَقنوصةِ الصيّاد

فاذا اتى وَعدُ المنية أنشدوا وكانها عيدٌ من الأعياد

هبوا فَدبَّ الرعبُ في أعدائهم والعنزُ تُرهِبُها ذئابُ الوادي

لاتتركوا للمجرمين ملاذةً واستحكموا طوقاً على الفسّاد

كادت تميدُ الأرض من اجرامهم فتوثقت بِكِمُ الى الاوتاد

والله يرمي في رمايةِ نصلِكم وبِكلِّ بارقةٍ وقدح زناد

 

بغداد غني للحياة فلا غنىً عن عزفك والناي والاعواد

انّى لهم أن يخنقوا قيثارة قد خُلِّدت في ساعة الميلاد

تتناقل الاجيال سحر فنونها فحياتها سفر من الانشاد

مازال وجه جمالك متجدداً كالكوكبِ الدُرّيِ في الايقاد

تسمو حضاراتٌ وتغمرُ أُختَها ولانت عاصية على الأِخماد

مهما عتى ليلُ الظلام فصبحُك آتٍ برغمِ تأخُّر الميعاد

 

زرع اللئام الحقدَ في أوطاننا فزرعتموا سيلاً من الاوراد

وطغى السواد على البلاد بفكرهم فنثرتمُ الألوانَ في تعداد

لن يبرأ الجرحُ البليغُ بغيرما تكويه لَسعاتٌ من الضَمّاد

لن يَرجِع الحقُّ السليب بصارمٍ متصدئٍ في غفوة الاغماد

فرحي سيكتبه الرصاصُ مزغرداً وعلى المشانق قد رميت حدادي

 

ملبورن28.03.2015

 

في نصوص اليوم