نصوص أدبية

لَـعَـلَّ بَـرِيــدَ اُلشّوْقِ يَـمْشِـي متوثّـباً

MM80يَطفـحُ بالحقيقة الُمثلــــــــــى،

ويُعيـدُ رسـم خريطـة الإنســان

 


 

لَـعَـلَّ بَـرِيــدَ اُلشّوْقِ يَـمْشِـي متوثّـباً / محمد المهدي

 

(1)

إلى الصبح تحملني هواجسـي،

حين أطوي الأفق في صدري..

وأعلّق على مِشجب السّحاب

ما تبقى من أثر الخرافة،

وأمسح من على جبين التاريخ

أدران العَرب العاربة،

ومَثالبَ باعة الدّسـائـسِ،

وسماســرة الأوطــان.

(2)

لكَ القلبُ مُـثلـج أيّـها التـُّــــراب

المُسلَّــحُ بالعَرَق يُزيّـن الجبيــن،

ويرسـم تاريخ الجَبروت من سَقَم ومِن أنيــن.

تحت الأديــم أحلام وأحــلام..

كانت تجعل للغــد ألوانا وألــوانا،

وتمــدّ عبر الأفق مسالكَ للمُريدين،

وكان قرص الشمس قريبا،

يُـلامس خـدّ الصهباء تارة،

ويطاول عنفوان البحـر عند الهجيــر..

ليَـرسـمَ بخيوط الموج تاريخ الشُّطــآن،

وأمجاد الغَواصين عنـد قيعان الخلجــان.

 

(3)

وأعـود أنا إلى الجسـر القديـم،

حين التقـينـا ذات قــدر قرمزي،

يُظلّـلنـا مِـزراب شمس أضاعت دفئـها،

وتاهــت كما أنا، في خريف العيون..

تُطـلّ من خلال كُـوّة سحيقةٍ عروسُ البحـر،

وتهتف بكل أطياف المـــاء الُمسَجّـى على بساط البحـر،

تُـقــاومُ غوايــةَ السّراب المتمــدّد بعين الأفــق،

وتَـرقب انفلات البـوح من قُمقُم الـصّمــت

الُمطبِــقِ، منـذ الطــّوفــان العظـيــم.

(4)

وتَسـري بي الكلمات بين أغوار الخُرافـة،

وأطيـافَ المعـنــى المنبعث من أجداث التـاريخ،

لأُصـافــحَ صُنّـاعَ الأشعــار وفرســان الأساطيـر..

وأَحضُـنُ مُتعةَ البــوح وصفـوة الكــلام.

لـعـلّ الحِبْــر الـمُهــرقَ من دَمــي،

يُــسَجِّــرُ صَقيـعَ الرّغـبـةِ المُـثلَجَــة بين الأحضـان،

ويُـحيـي نـَــــزق الرُّعونة في نفس الولهـان،

لِيُمْسـي الشّوق بَــــريـدا،

يَمشي بين الخَفْقة والشّهْقـة،

متوثــبــا دون وَجَــلٍ،

أو خَجـلٍ،

أو دَجــلٍ..

يَطفـحُ بالحقيقة الُمثلــــــــــى،

ويُعيـدُ رسـم خريطـة الإنســان،

قبــل أن يَضيــعَ بين تَمـنُّــعِ الفــَـهــم،

وتَنـافُــر الأكــوان.

 

تاوريرت ـ المغرب

07/01/2016

 

في نصوص اليوم