نصوص أدبية

بُطْلَانَكَ حُمْقِي لِخَرَفِ الشُّعُوبِ

MM80وَمَا نَسَيْتُ وَشْمَ العَارِ مَهْمَا سَلِّيتُ

لكِنَّ الوَجَعَ مِنْ كُلِّ قُطْرٍ آتٍ

 


 

بُطْلَانَكَ حُمْقِي لِخَرَفِ الشُّعُوبِ / عبد اللطيف رعري

 

الاَبْيَضُ حَمَّرْنَاهُ

والأسْودُ زدْنَاهُ سَوَاداً

وَتَظَّلُ طَلاَسِمُنَا مَفْجُوعَةً بِالبُهْتَانِ

وتَآوِيلَ الخَليِلِ شَرَكاً مَعْقُوداً بِالْحَرفَانِ

وعَزائمُ أهْلِ الكِتَابِ غَمَقَهَا نَّدَى صَلْصَالٍ

وَرَاحَتْ مِنَّا فَتَاوِي نَثَرْنَاهَا كَمَا شِئْنَا زَعْفَرَاناً

فقبّلنا أجْسَادَنَا صَوْبَ مِحْراَبَ الصَّلاَةِ

إئْتَمَمْنَا بِحَكِيمٍ وَسْنَانٍ فَخَتَمْنَا الشَهَادَةِ

أبْرَقَ الْكُلُ فِي طَابُورٍ مَكَّرْنَا بِقَوْمِهِ فَهَوَتْ

مِنْ عُلْياَنَا العَلاَمَةِ ......

الأَبْرَارَ فَرُّوا فِي دَهْشَةٍ يرُتِلُونَ السَّلاَمَةِ

وَحَمَلَةُ الأَحْقَادِ أحْرَقُوا ذُيُولَهُم بِالنَّدَامَة ِ

وَمَنْ صَارَ عَلَى النَّهْجِ حَصَلَ

أَطِيحُوا بِأَبْرَاجِكُمْ فِي بِرْكَةِ الوُضُوءِ

لِتَسْتَحِيي مِنكُمُ قَوَامِيسَكُمُ المُصْفَرَّةِ

وَتَهَيَّئُوا لنَبْعِ مَاءٍ لَوْنُهُ قَطْرَانُ

يُسْرِي فِي الْجَبِينِ مَحْرَقَةٌ للنَّشِيدِ

وسُبحَةُ الدَّجَلِ خَلَّدَتْ خَفَتَ أَعْراَفِنَا

فنَخَرْنَا بِأصَابِعِنَا صَوَامِعَ مَعَابِدِنَا

حَتَّى اتْلَفَ الرَّدْمُ آَياَتَ الاسْتِغْفَارِ بَيْنَنَا

وَمَا قُلْنَا آمِين

الاَبْيَضُ حَمَّرْنَاهُ

والأسْودُ زدْنَاهُ سَوَاداً

وتبقى أقْمَاُرنَا شُهُبٌ

وغَائِرَةٌ فِي صُدُورِنَا نُدُبٌ

ومَلْهَاتُنَا فِي أقْفَاصِنَا قُيُودٌ

وهَذَا الرِّيحُ بِعِصْمَةٍ ثَلَاثٍ يَزِنُ نِصْفَ الأَرْضِ

عِصْمَةٌ حِينَ يَثُورُ

عِصْمَةٌ حِينَ يَنْتَهِي الْفَوَارُ

وَعِصْمَةٌ حِينَ تَنْتَهِي الشُهُورُ

وَهَذَا أنَا شَبَحُ بَيْنَ الظِّلاَلِ

ومَآرِبِي أكْثَرَ مِنِي َشَغَباً

أغْمِسُ رَأْسَ الحَيَّةِ فِي عَيْنِ العَاصِفَةِ

حَتَّى الإِدْمَانِ

قَدْرَ اللإِمْكَانِ

ولَا فِي الحُسْبَانِ

وَأُعَرِّي شَظَفَاتَ اليُتْمِ عَنِ خَيْرِ أنَامٍ

فَمَا رَضَيْتُ بُرُودَ الجِسْمِ حِينَ غَنِّيْتُ

لَكِنَّ الوَجَعَ مِنَ الشَّرْقِ آتٍ

وَمَا جَرَّنِي مِنْ أسْمَالِي طَيْفٌ إلَّا تَعَرَّيْتُ

لَكِنَّ الوَجَعَ مِنْ كُلِ رَدْعٍ آتٍ

وَمَا نَسَيْتُ وَشْمَ العَارِ مَهْمَا سَلِّيتُ

لكِنَّ الوَجَعَ مِنْ كُلِّ قُطْرٍ آتٍ

وَمَا حَنِّيتْ فِي أشْعَارِي وَقَامُوسَ أعْطَابِي

ولكِنَّ الوَجَعَ مِنْ كُلِّ مَنْعٍ آتٍ

الاَبْيَضُ حَمَّرْنَاهُ

والأسْودُ زدْنَاهُ سَوَاداً

بُطْلَانَكَ حُمْقِي لِخَرَفِ الشُّعُوبِ

فَلَا َرقْصَ لَنَا اليْومَ قُرْبَ الاَغْصَانِ

فَكُلُ مَا سَيَكُونُ هَو الآَنَ  فِي الحُسْبَانِ

نهَاياَتُنَا تَفُكُ الحِصَارَ بِالنِسْيَانِ

نِهاَياتُنَا تُؤَلِفُ لِلْجُرْحِ عَزْفًا عَلَى الْكَمَانِ

نهَايَاتُنا تُخَلِّدُ بِالْكَّيِ وَالوَشْمِ عَلَى الْحِيطَانِ

أنَّنَا أبْنَاءَ تُرْبَةٍ وَاحِدَةٍ

وَدَمُنَا عَرَبِيٌّ .......

وَأعْرَاسُنَا تَطْبِيقٌ لِلْعاَدَةِ

وَمَا العَادَةُ لمَّا يُطْرَحُ السُؤَالُ؟

مِنْدِيلٌ أبْيَضٌ زَيَّناَهُ دَماً

بُطْلاَنَكَ حُمْقِي إِنِي ُكنْتُ مِنَ الغَاضِبِينَ.

 

مونتبوليي/فرنسا

29_03_2016

 

 

في نصوص اليوم