نصوص أدبية

هَوِّنُوا عَلَيّ سَدَادَ الرِّمَاحِ

فَقَطْرَةٌ مِنْ دَمِي تَتَوَالَدُ عَسَلاً مَعَ التُّرَاب

أَوْبَةُ الحُلْمِ ثَوْرَةٌ / عبد اللطيف رعري

هَوِنُوا عَلَيّ لَيْعَةَ الرَّحِيلِ

فَجَفرَةُ الصّدْرِ أثْخَمَهَا جَمْرُ الْحَرَائِقِ

وَرَبُّ السّمَاءِ انْتَفَلَ ظَالَّتِي

والبَيَاضُ الذِّي أخْرَسَ رِشْقَ أقْلاَمِي

قَدِ إنْهّلَّ دَمعًا بَينَ أصَابِعِي

وَتَنَأّتْ بِأوْكَارِي شَطَحَاتُ أبَابيِلَ الجِنِّ

تَتْلُو أَوَابِدَ الكَلاَمِ بِزَيِّ الخَوفِ

وَلاَ قُدْرَةَ لِي  لِحَرْقِ الأبِينِ

حتّى أزِفُ البُشْرَى وَأنْشُرُ اليَقِين

الأَزَفُ أزْرَقٌ فِي العُيُونِ

وَطَلاَءُ الحَنَّاءِ سَارَ خَرَفًا

يَعْلُو نِسَاءَنَا

فَاعْتَشَّ بِالهَائِرَاتِ لَيْلٌ هَائِعٌ

فَاهْتَوَرَتِ الرُوحُ فِي طُرّةِ العَيْنِ

هَوِنُوا فَأَوْبَتِي مَأمُونَةٌ

مِنْ كُلِّ أَوْبٍ

عَارِيًةٌ مِنْ كُل ثَوْبٍ

علَى خَيْلٍ هُدْبٍ

لِبَاسُهُ هُدْباً مِن حَرِيرٍ

أنَا ظِّلٌ مُنْزَوٍ عَرْضَ النّهْرِ

أرْعَى تَشَرُدِي

أهَيِّئُ تَمَرُدِي

أنْتَقِي الخِيّارَاتِ بَينَ تَعْرِيشَةِ الكَرَمِ

وأَعْمِدَتِي رَاسِيّةٌ فِي الوَحَلِ

هَونُوا عَلَيّ هَوْلَ  ضُرِّكُمْ

فَالخِرْقَةُ التِّي تُخْفِيكُمْ عَنِّي

أنَا الذِّي سُقْتُ مُلاَمَهَا

فَبِرُفْقِي يُمْنٌ

وخُرْقِي شُؤْمٌ

وعِرْضِي إنْ سَالَ دَمَهُ لؤْمٌ

فَلاَ يَنْخَرِقُ حَائِطٌ

إلّا والخَرِيقُ سَلِيطُ

ولَا اسْتَقْوَسَ ظَهْرًاً فِي عُزُومَتِي

إلاَّ وَلِسَانِي أفْصَحَ مِنْ حَدِّ السّْيفِ

هَوِّنُوا عَلَيّ سَدَادَ الرِّمَاحِ

فَقَطْرَةٌ مِنْ دَمِي تَتَوَالَدُ عَسَلاً مَعَ التُّرَاب

وَحَبَّةُ رَمْلٍ مِنْ صَحْرَائِي تَفُورُ الشّذى وَالعُطُورْ

كَفَى الفُجُورْ

كَفَى صَلْبَ الشُهُورْ

كَفَى لِصَاقًا لِلثُغُورْ

كُلُنّا نَفُورْ ..

كُلُنا ذُكُورْ .....

كُلُنّا حُضُورْ.....

إسْوَةً بِأشْجارِنَا فِي قَلْبِ العَاصِفَةْ

إسْوَةً بِأَطْفَالِناَ فِي كُلِّ عَاصِمَةْ

إسْوَةً بِثُوُارِنَا عَلَى رَأسِ القَائِمَةْ

أَسْلَمْنَا بَيَاضَنَا لِلشّمْسِ

أسْلَمْنَا عِشْقنَا لِلهَمْسِ

وَهَا نَحْنُ قَادِمينَ

قَادِمِين غَانِمِين

آمِينْ آمِينْ....

عبد اللطيف رعري/مونتبوليي /فرنسا