نصوص أدبية

حمزة الشافعي: لا تقتلني (3)

hamza alshafiسأرحل اليوم

وغدا موعدنا الحرية

 


 

لا تقتلني (3) / حمزة الشافعي

 

لا تقتلني،

قبل أن احشر أجمل قصائدي الثورية

في باقة زهور الصباح،

و اهديها لامي الأطلسية،

معلنا عن وداع أخير

يتلوه صراخ وعويل :

أرجوك ابني

لا تذهب،

أرجوك

لا تمت.

أمي لا تحزني،

أمي أنت من علمتني التضحية،

سأرحل اليوم

و غدا موعدنا الحرية.

***

لا تقتلني،

قبل أن اعثر على آخر بندقية

سقطت من جدي غفلة،

إبان اشتداد المقاومة

لأحفظها في متحف القبيلة؛

لتوقد الشوق للبطولة،

و لتذكرهم بإمكانية العودة.

***

اقتلني،

و لا تخبر قبر الدفن بمن أكون،

فأرضي لا تتحمل ابتلاع شهداء الحرية.

اقتلني مسرعا

و دعني التحق بأسلافي

الذين آثروا مرارة التحدي

على طقوس التبعية.

دع من يأتي بعدي

يردد بتأني :

شهيد اختار درب الأبدية.

***

لنتحدث الآن عن الحياة

من دون حرية،

إنها موت في حياة

إن كانت تبعية.

سأكلمك عن الموت

من اجل الحرية،

إنها حياة في موت،

تنال فقط بالتضحية.

***

أنا صقر ألف الصخور،

تقبلها وتقبلته بلا شروط،

يحميها وتحميه وفق بنود،

لكنها سرعان ما ألغت بند الوئام

يوم تهاوت بعنف على روحي،

دون أن ادري.

قليل من الحب

كان يكفي حينئذ

لمنع وقوع الكارثة الكبرى.

نقضت عهد الحماية،

و رحلت بعيدا عن صخوري

إلى غير رجعة.

صخوري كانت

أول من نقض العهد

و أول من مزق البند

فاخترت الموت

وجهة لا عودة.

 

حمزة الشافعي - المغرب

 

في نصوص اليوم