تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

قمري وهسيس الروح

مُهداةٌ لمن ينتمي لعطر الحُبّ،

 وتجليات إنسانيّة الإنسان،

 

قمري وهسيس الروح

 

من وهنات النفس وعذابات الروح وضمضمات الفؤاد هيام

تتلفتُ حواسّي صوب دالية المجد وقمري المرسوم بالأغداق

أراقب العابرين إلى الفؤاد من جنان الخلد على باسمة اليمام

أفتش في دهاليز الروح المنبثّة على أرصفة الرحيق والقمر البابلي

ويأتي الوقت المتسربل في شعور الضحى وامتنان أغلفة الوداد

يُخيفني ذاك المدى الكحلي المترامي في أوردة الحمام ومواويل الخصام

أتقولين من أنت؟ وأنا اليقين في تناهدات الوجل وامتنان الربيع للقدود

وهاهي الحملان تتفاوت على قاعات الدرس تُسابق موت الآفلين سراب

ولحمنا غدا وليمة العهر المتجدد في أعماق البداوة وقعر زجاجات خمر

وجبروت الجهل المتنفذ باسم العلم وحلقات الوصال على ما تبقى والخمول

أرواحنا يعدّونها وليمة شواء على نار شحومنا وحدقات العيون ونعيق ضياء

والجزاز الأحمق يحذُّ السّكاكين ويتمثل بقول "آلأقنان" وأصوات العناب تنوح

"الأقّةُ صاح القصّاب، لحم النّهدين بفلسين، إقطع من لحم النهدين، اللحم

لنا والثوب لمسح السّكين"بعد وأد إنسان العلم في حاضرة طغيان المقام

وجعي لا ينتهي فنخن الفراخ والحملان المخصية وتنهدات الأيامى والعميان

نحن نتعامى عن حقيقة الوجد المترنم في أعماق الثور المجنّح في بابل وآشور

سماؤنا سوداء لا بياض في ثلجها وإنما تتعامد حالات العهر ومجون كتبة السّلطان

وغربان الشؤم تحوم ترفرفُ فرحةً لبسمات البغاء المقدّد لخاصرة الأوطان ظلال

كلُّ الغربان تمقت غراب البين في موطني لأنه لم يُبق شيئاً لآصرة الفُجّار والسّفاح

فغراب موطننا لا يرقب في العلم "إلّاً ولا ذمة"والنوح الشادي على مائدة اللئام

تُحلق في سمائنا نحن المقهورين فراشات ترسم من دمنا لوعات النرجس والموال

وترى أشلاء النفوس متناثرة كأنها نُتفُ ثلج على قارعات الليالي البهيمية خصام

دماؤنا المسفوحة تسابق أمطار الليل الأسود وحقد القائمين على رموش البغاء

أبناء اللئام يتمتعون في سماع خرير آهاتنا المنداحة على بوابات عهر اللقاء وحام

لا سبيل لمجد السكارى وهم يُقهقهون بين حنايا البغايا وفتافيت" أرب آلأديب" والبخلاء

عندما يُلغي المتعلم دور العلم يتبرقع بمسح الأكتاف والتزلف لبائعي ضمير الغياب

هم يدهنون سوادنا المبتلّ باتشاح سواد وجوههم المعفّر بقوانين التخدّد والسّحت المُراد

والسّنوات تتقاطر بأعمارنا لنتنسم رائحة السّحت، والدّم المتسربل من الصّليب والهلال

أجسادٌ تملأُ مقاعد الوهم تتحنط عبر دهاليز الوقت وقنوات العهر، وبوق نعيق الولهان

تتمايلُ أردافهم طرباً، حينما تدوس كلماته منابر المجد وعلامات الوجد، وأغلال الكهان

"يُعطيك من طرف اللسان حلاوة   ويروغنّك كما يروغ الثّعلبُ"

ولم تزل النّفسُ معلّقةً على حالات انهيار الجسد وحوارات الفجيعة في الخلاص

ويقول الهاجس نادماً حينما تكون المروءة قد غادرت وجدانات التباهي في الممحون

"ستمكث نادما في العيش مني  وتعلم ان رأيك كان عجزا

وتذكرني اذا جربت غيري   وتعلم انني لك كنت كنزا"

وعطر الغدر يكلّلُ ما تبقى من وجع الهاوية في أردية التبجّح وامتنانات الحقود

وتتمايل النسمات مغرّدة في حق روح الوجد واردية قلبي المكلوم والمثلوم والموجوع

وتردّدُ المفاتن قول ما تبقى من عناقيد القول وهموم الرّعي والرّاعي المبجّل المصون

"أحبُّ من حبكم من كان يشبهكم حتى لقد كدت اهوى الشمس والقمرا

أمرُّ بالحجر القاسي فألثمه   لان قلبك قاس يشبه الحجرا"

ولم تزل الهواجسُ تُردّدُ "ارتقيت مُرتقاً صعباً يا ابن رويعية الغنم" وتيوس الكتّاب.

 

ا. د. نادي ساري الدّيك

 

رام- فلسطين

في نصوص اليوم