تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

رِفاقُ الوهْمِ والخيبةِ والحُلُمِ    

مصطفى علينصٌّ قديمٌ،عمْرُهُ ثلاثونَ عاماً

 أو يزيد (بواكير)

 

يا صديقَ الرحلةِ التعبى أما

لِإقْتلاعِ الوهْمِ أو خلْعِ المُنى

من شِغافِ القلبِ من سِدْرَتِــــهِ

عن يمينِ ألروحِ حيثُ المنتهى

والنُهى أٓنَ الأوان؟

لإنتشال القلبِ من جوْفِ الرَحى

والْوغى والعنْفــوان

فالردى للحلمِ والوهمِ  شقيق

فأنا ياصاحبي من موْطِــــــــنٍ

صدْرُهُ الدامي بأحلامي يضيق

فتعالي لنقيئَ الوهْمَ خمْراً أو دِما

قُرْبَ ذاكَ المُنْحنى الغافي على

 كرْكراتِ الريحِ أو بوْحِ الطريق

فَعَسانا  نسْتَفيق

من سديمِ الوهمِ من كابوسِهِ

كي يُزيحَ الرأسُ كابوسَ الأماني

والأغاني وسخافاتِ البريق

وَقِفي  نعْصرُ غيماتِ الرُؤى الحبلى شذىً أو بلسما

من سماء ألروحِ في الجرْحِ العميق

ثُمَّ نُلقي سعفةً من نخلةِ البستانِ يا سلمى معاً

قَشَّةً سكرى لِذيّاكَ الغريق

قد مَللْنا نشْوةَ الأحلامِ في الماضي السحيق

فنبيذي لم يُعَتّقْ إنَّما الْحُلْمُ عتيق

يا لَذاكَ الشاعِرُ المفتونُ مثلي

سادِرٌ في غيِّهِ الموتورِ هيْهاتَ يُفيق

فَمَتى يا أيُّها المأخوذُ تصحو وتعود

فَأُباهي فيكَ مَنْ خانوا عهودي

وإستطابوا طعْنَ ظهْري يا صديق

أو فدعْنا نحتذي تيجانِ زيْفٍ ونضيع

في خطى قافلةٍ ليسَ بها إلا الندامى والرقيق

علّنا ننسى رُؤانا

علّنا ننسى مُنانا

كُلَّ توْقٍ بِفؤادِ المبْتلى

يتلاشى بينَ  قفزات الضفادع

خلفَ زيفي والنقيق

***

أٓهِ لو عُدْتَ معافى يارفيق

من همومِ الرحْلةِ التعبى وعادَ السُندُباد

للشواطي مَلِكاً دُونَ بلاد

دُونَ خوفٍ من ذئابٍ أو حِصار

تارِكاً كُلَّ الأماني خَلْفَ هاتيكَ البحار

سوف يزهو نخلُ أهلي والديار

بِمَليكٍ تاجُهُ الحزْنُ وأٓلامُ الدُوار

سوفَ يخبو ذَا التشفّي في عيون الشامتين

وحدهم يلهون تيهاً  في  حكايا الإنتصار

وحدنا كنّا هشيماً في لهيب الإنتظار

نعْلكُ الأوهامَ ليلاً ثُمَّ يذْروها النهار

وَنُداري في حياءٍ  جرْحنا الخافي بدمْعِ الإنكسار

أٓهِ لو خابَ الرهان

وصحا الدرويشُ من غفْلتهِ ثُمَّ إسْتدار

عندها ياصاحبي رُبّتَما

ينجلي المعنى لأقطاب الحوار

***

مصفى علي

 

في نصوص اليوم