نصوص أدبية
من وحي ذاتِ الذوائبِ
لشاعرةٍ جزائريّةِ الأبِ والصورة.
عراقية الأمّ والروح إسْمُها يعرِفُهُ الجميعُ وأوَّلُهم قلبي
خَلّي الذُؤاباتِ اللواتي أعشقُ
شَلّالَ ضوْءٍ في المدى يَتَدَفَّقُ
شلّالَ فيروزٍ طغى وزُمُرُّدٍ
أمْسكْتُ قلبي ريْثَما يَتَرقْرَقُ
ياطيفَها المنثور ضوْءاً للورى
قلْبي كَبَلّورٍ بهِ يَتَعَشَّقُ
مسَّ النسيمُ ذوائباً فكأنّما
أوْتارُ قلبي للنسائمِ تخْفِقُ
سِرْباً من الأطيارِ فَوْقَ جبينِها
قلبي سماواتٌ لها. أتُحَلِّقُ؟
بينَ الدوالي فَوْقَ جبهتها ضحىً
واللوْزُ يرْقُصُ حينَ يشدو الفُسْتُقُ
زخّاتُ طَلٍّ في الأثيرِ رذاذُها
مِثْلَ الشقائِقِ طيفُها يَتَشَقَّقُ ..
هُرِقتْ على نَحْرٍ لها. كَسَبيكَةٍ
من فضَّةٍ رقّتْ ورقَّ الزئبَقُ
شَدّتْ على القوسينِ أوتاراً لها
من كُلِّ لحْظٍ ألفُ سهْمٍ يُطْلَقُ
خُصُلاتُ شَعْرٍ أَمْ سَنى من عسْجَدٍ
وعلى لُجيْنِ جبينِها تتفرَّقُ
جسّتْ صدى أقراطِها فاهْتَزّتا
واهْتزَّ قلبي في الضلوعِ يُصَفِّقُ
لِزَبرْجَدٍ بِذوائِبٍ مُتَضَرِّم
يسري سناهُ في جوىً يتحرّقُ
إنْ حدّقَ العُشاقُ في خُصُلاتِها
فلْيُعْذرِ العُشّاق فيما حدّقوا
فالصمْتُ في حَرَمِ الذوائبِ واجِبٌ
مُذْ أقسمَ النُسّاك أن لا ينْطقوا
راحوا وراءَ الشمسِ عبْرَ ذَوائِبٍ
شوْقاً الى بحْرِ العيونِ ليغْرقوا
حتى إذا بلغوا. خوافيَ لُجَّةٍ
فازوا بِلُؤلُؤِهِ وَلَمَّا. ينْتقوا
من دُرِّهِ المكْتومِ في صَدَفاتِهِ
يصفو النبيذُ بِجامِهِ ويُعتَّقُ
ياأيُّها السّمّارُ عودوا القهْقرى
أكوابُها فَرِغتْ وشَحَّ الدوْرَقُ
تيهوا بأشهى تمْرِها وثمارِها
وإن تمادتْ أنْفُسٌ فالتَتَّقوا
أحداقُها شُهُبٌ تَدلّتْ فوْقها
سُدُفٌ وظلّتْ كالغزالةِ ترْمُقُ
ترْمي مجاذيبَ الهوى بِنيازِكٍ
كي لا يَروموا. نَظْرَةً أو يسْرِقوا
بيبانُ قلبي لا مصاريعٌ. لها
لكنَّ قلْبَكِ جاحِدٌ ومُغَلَّقُ
أسدلْتِ ليلاً مثْلَما غجريّةٌ
فانداحَ صُبْحي أو تهاوى المشْرِقُ
يافالِقَ الإصباحِ من ليلِ الدُّجَى
قلبي بمن أبدعْتها مُتَفلِّقُ
ما كُنْتُ يوْماً في الهوى مُتَجَلِّداً
لا أدّعي صبْراً ولا أتَشَدَّقُ
مُدّي الذوائبَ للمُعَنّى سُلَّماً
علّي لِذاكَ المُشْتهى أتَسَلَّقُ
وذوائبٍ مُدّتْ كمشْنَقةٍ. بها
أبصرْتُ قلبي كلَّ يومٍ يُشْنَقُ
إيّاكِ أن تترفّقي في خافقي
ما هامَ صَبٌّ خِلُّهُ يَتَرفَّقُ
أندى القوافي سِرُّها بِتَمَنُّعٍ
وبنارِ صَدٍّ لحْنُها يتفتَّقُ
لا عدْلَ لا إنصافَ في شرْعِ الهوى
من قَالَ أقْصِرْ: خِلْتُهُ يتملَّقُ
حَييوا بخيلةَ وصْلِنا ما كانَ لي
لَوْلا التَمَنُّعُ. والنوى أتألَّقُ
هُوَ هكذا المغنى. فدعْ عنكَ الحِجا
صَبٌّ مُعنّى والقوافي تُغْدَقُ
هُوَ رمْيَةٌ من عينِ معشوقٍ جفا
والسهْمُ من قوْسِ التَجَنّي. يمْرُقُ
لِيُصيبَ قلْباً فُتِّقتْ أزْرارُهُ
شِعْراً ويذْوي هامِداً لو يُرْتَقُ
مُذْ هوَّمَ الضِلّيلُ في بيدائهِ
وبِكفِّهِ جامُ الغرامِ مُروّقُ
حتّى أتى. السيّابُ محْروماً هوى
بسفينةٍ فيها الشراعُ مُمزَّقُ
بِنْتَ (الجزائرِ) من أبٍ لاكنّما
أخوالُها في الرافدينِ تَعرَّقوا
أبرقْتُ قلْبي للجزائرِ زاجلاً
يحكي لظى عِشْقي فَهلّا أبْرَقوا
بِزواجِلٍ قد حُجِّلتْ بِحَنينِها
وذوائِبٍ قلبي بِهِنَّ مُعَلَّقُ
إِنْ شِئْتِ قتْلي بالذوائبِ فاعْلَمي
عِشْقُ الشهادةِ بالغرامِ مُوَثَّقُ
حَنّتْ لشاعرةِ (الحَنينِ) ربابتي
وَتَراً لِذاتِ ذُؤابَةٍ يَتَشَّوقُ
ما ضَرَّ لو درّتْ مواسِمُها ندىً
وعلى. المُغنّي. قلبُها. يَتَصدَّقُ
ذاتَ (الحنينِ) جفا الحنانُ جوانحي
فدعي العواذِلَ واهجُري ما لفَّقوا
***
مصطفى علي
