تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

ألْجيْداء

مصطفى عليالى إبنتي (وحيدتي) الجيداء في عيد ميلادها العاشر

الزهرة الربيعية التي إنْبجست على أهداب خريفي الذابل

*

أكُلَّمــــا نادت (الجيداء) يا أبَتي

غنّتْ مزاميرُها لحْناً على شفتي 

 

وغرّدتْ كالصدى (فيروز) صادِحةً

أسمى ترانيمِها سِحْــــــــــراً لِأفْئِدَةِ 

 

وأمْطرتْ زُرْقَةُ الفيروز لُؤلُـــؤها

تسْقي دموعَ الندى فجراً سَفَرْجَلتي 

 

(بابا) نِداءٌ هَما من غيْبِ سُنْدِسِها

فأوْرَقت في دمي أندى قُرُنْفُلـــــةِ 

 

(بابا) ومُذْ طَرَقتْ أبوابَ ناطِرِها

فرَّ الفُؤادُ غـــــــــزالاً بينَ أوْديةِ 

 

أشجارُ روحي شَدتْ فيها جلاجِلُها

وَرَقّصتْ مهجتي أنغـــــامُ جَلْجَلةِ 

 

(بابا) تُزلْزِلُني رعْـــداً وبارِقَةً

رْحماكَ ياخالِقي من يوْمِ زلْزَلةِ 

 

(بابا) إذنْ هَطَلتْ فانْشقَّ قلبي بها

وأنشقَّ قلبُ السما من حَرِّ أدعِيَتي 

 

أوّاهُ يانغْمةً رَنّاتُها بِدمـــــــــــي

تَذْرو همومي كما ريشٌ بِزوْبَعةِ 

 

أوشكْتُ أنسى من القاموس مُفْرَدَةً

لولا شذى سِحْرِها لَمْ تزْدهرْ لُغتي 

 

مِنْ كوْثرِ الروحِ من تسْنيمِ جَنّتِها

صيّرْتُ كافورَهــا حِبْراً لِأُغْنيَتي 

 

حتى أُريقَ شذى كافورِها بِدَمي

وَللْخزامى رذاذٌ فَوْقَ أخْيِــــلتي 

 

جادتْ بلابلُها وحْياً لذي مَـــــدَدٍ

فباضتِ اللُؤلُؤَ المكْنونَ موْهِبتي 

 

وحيْثما كحّــــلَ الوِجدانَ ميْسَمُهـــــــا

فاضتْ بغيْثِ الرُؤى والبوْحِ موْجِدَتي 

 

بيْداءُ روحي غدتْ كالدوْحِ وارِفةً

وإنثالَ في بيتِنـــــــا قِدّاحُ مِشْمِشةِ 

 

فأشْرَقت غابةُ النسْرينِ وإنْبجستْ

بينَ الأيائِلِ والْغُدْرانِ ليْلَـــــــكتي 

 

نِداءُها والْندى قد خَظّــــــلا زمني

حينَ إستطابتْ نِداءَ الحُبِّ أزْمِنتي 

 

وخضّلت شيْبتي حِنّاءُ بسْمَتِها

كليْلةٍ وَلَجتْ في فجْرِ ناصِيَتي 

 

على ضِفافِ المُنى والشوْقِ موْعِدُنا

كأنّني والندى نسْعى لِمــــــــوْعِدَتي 

 

دَقّتْ على بابِنا بابِ الخريفِ ضُحىً

فَفَرَّ حُـــــــــزْني غباراً عبْرَ نافِذتي 

 

فأيْنعتْ سِدْرَةٌ رَغْــــــمَ الخريفِ فقدْ

أضحى الخريفُ ربيعاً حوْلَ زائِرتي 

 

يا زائري في خريفِ العمْرِ مُلْتَحِفــاً

أوراقَ روحي على جُثْمانِ أرْصِفتي 

 

قُلْ للمُسجّى على صُلْبانِهِ جَسَداً

الليْلُ ولّى فعاقِرْ نــــــورَ أُمْنِيَةِ 

 

تضوّعتْ مهجتي مِسْكاً بِمَنْ طَلَعتْ

شمْساً على غيْهبٍ في ليْلِ ممْلَكتي 

 

وحلّقتْ في سماءِ الروحِ مُشْرِقَةً

تجلو بأنْــــــوارِها مِرْآةَ ذاكِرتي 

 

قَالَتْ وقدْ أمْطرتْ شهْداً براءتُها

ليْسَ التي تُرْتَجى يوْماً بجاحِدةِ 

 

مِنْ عالَمِ الغيْبِ والأنـوارِ أنزلني

توْقٌ الى النارِ في أشْواقِ والِدَتي 

 

فراشَةٌ كُلّما لامسْتُ قلبَ أبي

درّتْ مدامِعُهُ كُحْلاً لأجْنِحتي 

 

وبعْدما أقبلتْ ناجيْتُ واهِبَها

شُكراً لِربٍّ بهِ لم تنْعَدمْ ثِقَتي 

 

وكيفَ لا يشْكُرُ الموْهوبُ من وهَبا

جوداً بلا مِنّةٍ تُمْلى علــــــــى هِبَةِ 

 

تلوْتُ في عيْنِها أٓيات سورتِها

ورددتْ إسْمَها حبّاتُ مِسْبحتي 

 

أرتِّلُ الاسمَ ترْتيلاً فيُطْرِبَنـــــي

حتى غدا إسْمها فرضي ونافِلتي 

 

كراهِبٍ بدّدَ الناقوسُ وحْشَتَـــهُ

رفْقاً بذي راهِبٍ يا قلْبَ راهِبةِ 

 

أضحتْ بمقْدَمــــــــكِ الجرْداءُ زاهِرةً

طوبى لِمَنْ ماثَلَ (الزهراء) في الصِفةِ 

 

(زهراءُنا) كُنّيتْ إمّاً لــــــوالِدِها

وأنْتِ أُمِّي بشرْعِ الروحِ أو أبتي 

 

أسقيكِ مُبْتَهلاً من دمْعتي ودمــــي

فاسْقي أباكِ جنى الإحسان ساقيتي

***

مصطفى علي

في نصوص اليوم