تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

نشيد

مصطفى عليالى (سيّدة) أو (سيِّد) ألانهار

(دِجْلة)

 

سلاماً أيُّها النهْــــــــــرُ

سلاماً ما مضى الـدهْرُ

 

سلاماً للمها تعـــــــــدو

فيسكرُ خلفهــــا الجسْرُ

 

رُويْدكَ أيُّها الجــــاري

بروحي فالهوى جمْـــرُ

 

تمهّلْ هدّني شوْقـــــــي

لِجُرْفٍ دونَهُ القبْــــــــرُ

 

صديقي مُلْهِمَ الشُعــــرا

هُراءٌ دونك الشِعْـــــــرُ

 

على رِسْلٍ تُهدْهِدُنـــــي

فيحْدو شاعِرٌ حُـــــــــرُّ

 

ولــــــــو جافتْكَ قافيتي

لضاعَ الوزْنُ والبحْـــرُ

 

فأنْتَ اللّـــــوحُ محفوظٌ

وإنّي في الهوى سطْــرُ

 

ألا يا أيُّها الســـــــــاقي

سقاكَ الدمْعُ والْقطْـــــرُ

 

فُؤادي فيك مَسحـــــورٌ

وأنتَ السِرُّ والسِحْـــــرُ

 

حنانيْكَ الجوى يطــوي

ضلوعي فاشْتكى الصدْرُ

 

نذرْتُكَ كُلَّ ما عنـــــدي

أيوفي حقّك النـــــــــذْرُ

 

تَرفّقْ أيُّها النائــــــــــي

إذا ما خانني الصبْـــــرُ

 

تَبـــــاعدْنا! نــعمْ أدري

وطالَ النأْيُ والهجْــــرُ

 

متى ألْقاكَ مُبْتَهِجــــــــاً

وهلْ ميعادُنا الحشْـــــرُ

 

سُدىً أنْكرْتَ ماضينـــا

وماذا ينفعُ النُكْــــــــــرُ

 

فَسلْ شاطيكَ هل ينْسى

خُطى العُشّاقِ إذ مَرّوا

 

فكـــــــــمْ داريْتَ لهْفَتَنا

ولمّا أوشــــــكَ العصْرُ

 

نسيمُ النهْــــــــرِ أغْوانا

وأغْرانا كمــــــا العِطْرُ

 

نُنـــاغي الموْجَ في سِرٍّ

لكي لا يُكْشَفَ السِـــــرُّ

 

فلمّا أشتدّت النجـــــوى

وحانَ البوْحُ والجهْــــرُ

 

زرعْنا قُبْلةً حــــــــرّى

على الشاطئ ولا فخُرُ

 

ضحكنا من خطى الواشي

بِلــــهْوٍ شابَهُ المكْــــــــــرُ

 

إذا عانقْتُ من أهــــوى

شكاني للهوى النهـــــرُ

 

ولسْتُ اليـــــومَ مُعْتَذِراً

فــــــــــلا لوْمٌ ولا عُذْرُ

 

نديمي إن سجى ليلـــي

وفِي أمواجِهِ الخمْــــــرُ

 

على شُطْأنِهِ يحْلــــــــو

غِناءُ ألناسِ والسُكْـــــرُ

 

طَهورٌ ماءُ دجْلتِنــــــــا

وعشْقي لاحَهُ الطُهْــــرُ

 

إذا ما أسفرتْ ليلــــــى

ولاح الجيدُ والشَعُـــــرُ

 

تلاشى خوف حارسها

لِأنّكَ وحدكَ الستْـــــــرُ

 

أعِــــدْ يا نهْرُ أشْرِعتي

لعلَّ المُنتهى خيْـــــــــرُ

 

فريمُ الكرْخِ قد نــــادى

شِراعـــــــاً شلَّهُ الاسْرُ

 

كرعْنــــــا المُرَّ أكْواباً

سُكـــــارى والهوى مُرُّ

 

فيا ساقي الورى دهْــراً

بــــــلادي مسّها الضُرُّ

 

ظلامُ الليل يطوينـــــــا

فهلّا زارنا الفجُـــــــــرُ

 

لهـــــــــم بترول وادينا

ولـــــي البستان والتمْرُ

 

إذنْ لا تأْسَ يانــــــــهْرُ

فعقْبى عُسْرِنا يُسْـــــــرُ

 

أليْسَ اللّهُ قائلَهــــــــــــا

وأعلى شأْنَها الذِكْــــــرُ

***

مصطفى علي

 

في نصوص اليوم