نصوص أدبية
الجنس اللطيف
(1) الجنس اللطيف
كــلُّ بَـيْتٍ بــدون جـنــس لطـيف*فهْــو كالعـود دون ما أو تار ِ
أو كـروْضٍ يـظــل دومًا عَـبوسًا*حيــن يخلـو من بسمة الأزهار ِ
بسماتُ الحسان في البيت وردٌ*وكلام الحسان صوتُ (كناري)
لـيْتَ كـُلَّ الـبــيــوت تـغـْدو رياضا*وجميع الببــيوت كالأوكــار ِِ.
(2) [محاكاة الزمخشري: البعوضة تدمي مقلة الأسد]
انظـُـرْ بعَـيْنـَـيْـك العَـدُوَّ كأنـَّهُ*فـيل، ولو أبصرتـَهُ في حجم نملهْ
ليس الكبيرُ على الدوام بغالبٍ*فلقد تسوق الفيــلَ في الغاباتِ طـفــلـهْ
ولقد تـُصيبُ بعوضة ُأسَـدَ الشَّرى*فيظلُ يشكو وَخـْزَةً منها بمقـْلـَهْ
وشرارةٌ في الغابِ، إن شبَّتْ، فـلـَنْ*تـَسْطـيعَ إطفاءً لها أمْواهُ دِجلهْ.
(3) الطبع والتطبع
تـذللَ حـتـَّى بــدا مثل قـطٍّ*بـحِــجــر التي دللـته زمانا
وقد هادنَ الفأر بين يديْها*وعـاش نؤوما كسولا جَبانـَا
ولكنْ تـَنـَمَّـر فينا وأضحَى*يَــسُــلُّ، إذا ما رآنا، سِنانا
زمان ٌبه أصبح الـهـِـرُّ ليْثـًا*فلا سامحَ اللهُ هذا الزمانا !
(4) زعامة مزعومة
إنَّ مَنْ حاولْ إصلاحًا لشعبٍ*قائلا: إني لدى القوم زعيمْ
لِيـَقِــيهـِمْ في مَـقالٍ وفِــعال ِ*وهو في الاثنين كذابٌ زنيمْ
وتراه كاذبا قولا وفعلا*وهو في كل الذي يسعى أثيمْ
بئس مَنْ أفعالُـُه أفعَى لـِمَنْ قد*ظنه في الناس ذا خُلـْق ٍ عظيمْ
(5) النملة والفيل
على أي شيء يَخاف التلفْ*إذا ضاع منه الحِجَى والشرفْ
أيبحث عن نملة في الترابِ*ولا يُـبْـصِــرَ الفـيلَ لمّا وقــفْ
وسَــدَّ عليه الفـضاءَ الرحيبَ*وزاد عـنادَا على ما اقـْتـَرَفْ
ومَــنْ قــبّــحَ اللهُ أفـــعالـَهُ*فــزدْهُ على الوجه إخـًّــا وتــُفْ
(6) خرفان وذئاب
ليس شخصٌ أدنى إلى حسن ظنٍّ*من غبيٍّ أو من عديم المهارهْ
كخـــروفٍ يُــصَــدِّقُ الذئــبَ فيما*يَــدّعيــه مِــنْ عِـفـَّـةٍ وطهارهْ
وسجونُ الشعوب ملأى بمن قد*أحسنوا الظن في دُعاة الحضارهْ
وهُــمُ يلعبــون دور الثـــعالي*إذ يُـحِـــلـّون أكــلـها (بالشـطـارهْ)
(7) لزومية الإيطاء
لا تلمني إن لم أثق في الذي قد*أَكـَــلَ السُّــحْـتَ واستباح الحرامَا
ورأه غـَـنــيــمَـة وعَــطـاءً*مــنإلـــهِ السماء لـيــسْ حَــــراما
فــرأى أكـْـلـَهُ حــلالاعـلـــيه* ورأى تـــركه رآه حراما
قال ربي: مالُ االيتيم حــرامٌ*غير أني حللتُ ذاك الحرامَا
***
نورالدين صمود