نصوص أدبية

في البدء كانت النهاية

صالح البياتياتصل نوح بأخيه الدكتور ممتاز، على هاتفه المنزلي بلندن ، فعلم منه بوفاة موسى الكيال، تلقى الخبر بشكل عادي، ولكن " توفى والدنا " التي قالها الدكتور اربكته، فأدرك ان الراحل كشف السر لابنه الاكبر، قبيل وفاته. وعلم من اخيه الدكتور ان امرأة اتصلت به من ايران، عرَّفتْ عن نفسها أنها هيلا، قالت ان المرحوم توفي في بيتهم، بعد خروجه  بفترة قصيرة من مخيم اللاجئين، وانها وأمها اعتنتا به حتى وفاته، واعلمته بمكان مدفنه في مقبرة المدينة  بقم، وأنه سيسافر الى ايران، وأقترح على أخيه نوح، السفر أولا الى سوريا، للحصول على تأشيرة  خاصة من السفارة الإيرانية بدمشق، طمأنه، انهم لن يختموها على جوازه، فرد عليه، سنتفق على موعد السفر، ونلتقي هناك..

هنأ الدكتور أخيه على الزواج وقال سأبعث هديتي على عنوان الفندق الذي تقيمان فيه بعمان، وطلب أن تأتي سيناء في المرة القادمة، كي يهنئها هو وزوجته، وعده نوح، وقال سنتصل بك غدا صباحا، فقال الدكتور وداعا، سأنتظركما.

وفي اليوم التالي، كانا في البريد المركزي، وتم الاتصال  بأخيه ممتاز في تمام الساعة السابعة صباحا بتوقيت لندن، دار الحديث بالتناوب بين أربعة اشخاص هم، (نوح، الدكتور ممتاز، سيناء، الدكتورة زينب زوجة اخيه ممتاز)، انتهت المكالمة بعد ثلاثين دقيقة، كانت عقارب الساعة في دائرة البريد تشير الى التاسعة وخمس وثلاثين دقيقة،  عندما خرجا من البناية شبه المعتمة، الى شمس آذار/ مارس، التي سطعت بقوة في الشارع العماني، استقبلا بوجهيهما هواء منعشا، فيه لسعة برد لطيفة، كانت سيناء متأخرة بضعة امتار عن نوح، تسوي اثناء لحاقها به، لفاعها الصوفي حول رقبتها، ورأت نوح يدس يديه في معطفه، سائرا امامها، قاطعا المسافة بين مدخل البريد وحافة الرصيف، وقفت، تأملت قامته المعتدلة الطول والنحيلة، قصاص الشعر في  مؤخرة رأسه، قالت لنفسها عليَّ ان انبههه ليقص شعره الطويل، رأته واقفا يحاذي الرصيف، التفت اليها يحثها على اللحاق به، لكنها لم تتحرك، صاح بها غاضبا، سيناء ماذا دهاك، كانت شاردة الذهن، انتبهت اليه مرتبكة، وتحركت نحوه قاطعة المسافة القليلة بينهما، وقفت بجانبه تنظر اليه بعينين زائغتين، قلقتين، لا تطرفان، التحمت يدها بيده، التي اخرجها للتو دافئة من جيبه. وسألها، لماذا كنت واقفة كالجماد، رأيتك تحملقين بالفراغ باندهاش وخوف، ماذا اصابك؟ هدأ روعها، فقالت، بينما كنت اتأملك، رأيت سيارة أقتربت منك، أُطلق منها النار عليكَ، فرأيتك تخر صريعا للأرض، فتساءل والآن أتشكين بأني حي أرزق، ولم أصب باذى، ها انا ذا أمامك صاغ سليم، ويدي الدافئة تحتضن يدك الباردة، ضغط على اصابعها الرقيقة بقسوة، فسحبت يدها متأوهة:

  "انت تؤلمني، اين سنذهب؟"

 "لوسط البلد، لمطعم شعبي كما وعدتك البارحة."

استقلا سيارة اجرة، وفي الطريق، سألها لنفترض ان ما رأيتِ لا قدر الله كان حقيقيا، وليس وهما كما تصوره عقلك.. شوفيني راح شلون تتصرفين، وسأعرف مستوى كفاءتك في التعامل مع الحادث، لحظة وقوعه، سأكتشف نقاط القوة والضعف في شخصيتك، اتسمحين لي ان اقاطعك أثناء كلامك، هزت رأسها بالإيجاب.

 بدأت بشرح ما ستفعل، إذا ما أُغتيل زوجها امام عينيها، فإنها ستوقف سيارة اجرة؛ تأخذها لفيلا السيدة الأردنية، التي تعرفا عليها وزوجها، في مدينة جرش الأثرية، سألها، وإذا لم تكن في البيت؟ قالت سأتصرف في موقف كهذا، ولكني متأكدة من وجودها في هذا الوقت من الصباح، فرد نوح وماذا بعد!، غشت سحابة حزن وجه سيناء، وقالت انها سترتمي باكية بين ذراعي السيدة، تخبرها انها فقدت منذ قليل اعز انسان في حياتها، نظر اليها نوح متعاطفا وقال، فماذا بوسع إمرأة ان تفعل غير ذلك، في بلد تزوره اول مرة، نظر اليها بحنان، راحت السيدة تهدئك، وتزرع الامل في نفسك، وتتصل بزوجها تخبره بما حدث، وتقول لك اني لم أمت، وتدعو الله ان ينجيني وينقذ حياتي.

ما رأته سيناء كان غريبا، لم يكن يشبه احلام اليقضة، وليس كما حلمت هيلا، انها كانت في المنام  تغسل قميص زوجها الأبيض، فرأت بقعة دم على ياقته، وحدث لزوجها مقبل ما حدث، والعجيب أن سيناء كانت  تحلم وهي واقفة وعيناها مفتوحتان، فرأت ما رأت. فأستغرب نوح من رؤيتها لكل ذلك، في غضون ثوان قليلة. صمتت سيناء، لفت انتباهها صخب الشارع، وحركة  الناس المتسارعة، غير المألوفة في حياتها في مدينة العمارة، الكل يجري بهوس جنوني وراء مصالحه الشخصية، وشؤونه الخاصة، تكلمت.. اتصلت السيدة بزوجها لتخبره بالحادث، ثم استدعت سائقهم الخاص، وذهبت معي الى الفندق الذي نقيم فيه، سألها نوح وبعد..!

إبتسمت سيناء وقالت، أنها اخذت المفتاح من مكتب الأستقبال وصعدت للغرفة، بينما كانت السيدة تجلس في صالة الأستقبال، تخيلها نوح وهي تلم على عجلة، الملابس المبعثرة على السرير، والمعلقة في الخزانة، وتعثر على رزمة الأوراق، الوثائق التي بعثت في نفسها الخوف والقلق.. والتي خاطر بحياتهما من أجلها، ولم يقبل ان يتخلى عنها، تساءل نوح: وماذا فعلت بالأوراق عندما رأيتها، هل فكرت بحرقها، او أنك احترت.. ماذا ستفعلين بها.. أتأخذينها معك ام تتركيها في مكانها...؟ برهة صمت، استنكرت سيناء ان يتصورها متردده وخائرة في هكذا موقف استثنائي يتطلب اتخاذ قرار سريع وحازم، وأنها لو تصرفت كما تصورها، لكانت في منتهى الغباء، فكيف تترك او تحرق اورقا هامة، وفي الحالتين ستثير الشكوك حولها، بل أنها ستتصرف بهدوء وذكاء فتضعها في الحقيبة، وتخرج مسرعة، كي تعيد المفتاح لموظف الإستقبال، وتستلم الجوازين منه، ذكرها نوح بوجود مشكلة تعترضها عند استلام الجوازين، وعندما تساءلت عنها، ذكرها بأنها قبل ان تستعيد الجوازين، عليها ان تدفع فاتورة الفندق، وهي ليس لديها نقود، انسيت ان النقود معي بمحفظتي!  

وبخته.. تلك مشكلتكم أيها الرجال، عدم الإعتماد على المرأة.. بدونكم تضيع عندما تواجه مشكلة كبيرة، لكنها ردت عليه، انها تداركت الموقف، وقالت للموظف: ليس معي نقود الآن، سيأتي زوجي ليدفع فاتورة الحساب، ويسترد منك الجوازين.

" رائع.. فكرة جيدة، وماذا بعد؟"

صحيح انه كان موقفا محرجا، ان تقف امام موظف الإستقبال وهي لا تمتلك النقود، قال نوح ، سأكمل ما تبقى، كما كنت افعل عندما تروي امي قصة من قصصها، اختار نقطة حرجة على مسار القصة وأكمل السرد..

وهكذا اتخليك عاجزة عن الدفع، ولكن السيدة الأردنية، تنقذك وتدفع الحساب، وتسترد الجوازين.. عدتما الى البيت، لم يكن السيد الأردني موجودا عند وصولكما.. وعندما عاد مساءً اختلى بزوجته وأخبرها بوفاتي، إغتيال سياسي، قتل صديقهما العراقي نوح عبد الله الفرحان، الذي تعرفا عليه وزوجته منذ ايام قلائل، وانه أي زوج السيدة، تمكن ان يستعيد محفظة النقود، والصور الفوتوغرافية التي التقطناها  بجرش، فقالت له السيدة زوجته، كيف سنخبرها بموته، فنقتل فيها بصيص الامل الذي تتعلق فيه..وتساءل نوح اثناء سرده، وهل ستنتهي القصة هنا باليأس الذي ملأ روحك بالقنوط؟  كلا.. لم تغمض عيناك تلك الليلة التي بت فيها بفيلا السيد الأردني وزوجته، كنت تتقلبين في فراشك، حتى اشرقت عليك الشمس في اول أيام المحنة، وانت وحيدة ضعيفة.. قالت سيناء بحزن عميق:

 "وحيدة وضعيفة، هذا الحال التي لا تتمناه كل امرأة في العالم."

أكمل نوح..

وعندما استيقظت السيدة، وجلستي معها على مائدة الإفطار، لاحظت عليك آثار التغير المفاجئ، ذبلت عيناك واصفر وجهك الجميل، تضافر السهاد واليأس والحزن على تحطيمك.. مرة أخرى تقاطعة بحزن عميق:

 "ماذا تتوقع إذاً من امرأة شابة، غادرت وطنها مع زوجها، لأول مرة، لقضاء شهر العسل، فوجدت نفسها في مشكلة فوق طاقتها، وامام محنه لا قِبلَ لها بها.. اكمل نوح مداخلته كما كان يفعل مع قصص امه المشوقة..

  اتخيلك  في صباح اليوم التالي، جالسة على مائدة الأفطار، مع السيدة الأردنية، ، لم تمد يدك للطعام، اكتفيت بقدح الماء وفنجان القهوة، وكنتِ شاردة الذهن، تنظرين للسيدة، ولكنك لا ترينها، كان عقلك مشتت مبلبل، تائه في صحراء افكارك المتضاربة.. وقد بدأت السيدة تكلمك بهدوء، تحدثت معك عن شيئين تفردت بهما المرأة دون الرجل، هما قوة الاحتمال والصبر، قالت لك، وبهاتين الميزتين فاقت المرأة الرجل في مواجهة محن الحياة.. وبرغم ما بدا عليك من الضعف والضياع، فقد استرسلت بالحديث،  بفطنة وذكاء المرأة المثقفة، لترفع من معنوياتك، مستعينة برصيدها العلمي كتدريسية لعلم النفس، بالجامعة الأردنية،

ابتسمت سيناء وقالت:

 "وهل نجحت السيدة أخيرا معي؟"

 اكمل نوح سرده الموزاي لما يفترض ان يحدث لسيناء في بيت السيدة الأردنية.

اجل.. وأنك بدأت تستعيدين وعيك شيئا فشيئا، وتستوعبين الصدمة، وتحولت نظراتك الزائغة والتائهة الى حالتها الطبيعية، في تلك اللحظة انفجرتي في عاصفة بكاء صاخب مرير.. ازحت حجرا او بضعة احجار من كتلة جبل القهر، الذي جثم على صدرك وشل عقلك.. عند ذلك عرفت الدكتورة انها علامة إيجابية على خروجك من الصدمة النفسية القوية، التي تعرضت لها امام مبنى البريد المركزي، وأدت بك الى عدم الاستجابة عاطفيا مع الفجيعة، فجمدت مشاعرك طوال الفترة السابقة. قاطعته سيناء، بنبرة حزينة:

 " وأني سأتقبل ان أكون ارملة شابة، أنزع فستان الفرح والبس ثوب الحداد على زوجي.."

اكمل نوح سرده الموازي..

ولكن الخطوة الثانية التي ستقوم بها السيدة كما اتوقع، ستكون ذات طابع عملي، أكثرأهمية وفائدة من لبس ثياب الحداد. اتعرفين ما هي تلك الخطوة؟

اجابت سيناء بتبرم:

 " لا.. ماهي!"

اكمل نوح سرده الموازي..

 وضع قدميك على الطريق الصحيح، الخروج من المشكلة بإقل خسائر، أشارت عليك السيدة بالذهاب للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لتسجيل قضيتك هناك، استدعت السائق وطلبت منه إيصالك للمكان، هناك قابلتك موظفة تتكلم الأنكليزية، تعاطفت معك، سألتك عما إذا كان لزوجك أعداء، او انه كان معارضا للنظام، او منشقا عليه، نفيت كل تلك التهم، أخرجت الأوراق وقدمتيها للموظفة، وقلت وانت تبكين.. قاطعته:

" لا  لن ابكي ابدا امام إمراة اجنبية، سأقول لها، من اجل هذه الأوراق قتلوه، لا لن أقول ذلك.. مستحيل افعل ذلك.. لن اشتري حمايتي الشخصية وأمني ثمنا لدمك.."

" وانا ايضا لن استخدمها لأشتري بها حريتي، ستقومين بترجمتها يا سيناء، ونحاول نشرها بصحيفة لا تستغل مشاكلنا لمصلحتها."

"سأفعل.."

أكمل نوح سرده الجانبي ..

اتخيلك تبادلين الموظفة نظرة طويلة، ربما كان كل منكما يتساءل مع نفسه، احقا من اجل حفنة أوراق يقتل انسان! وتساءل .. ولكن كيف ستعرف الموظفة بأهمية تلك الاوراق! الأوراق مكتوبة باللغة العربية! اجاب على تساؤله .. من الخبرة التي لديهم.. ستدرك حتما انها تحتوي على معومات خطيرة، هم يعرفون ذلك من خلال الذين يلتجأون إليهم لطلب الحماية.

تحمست سيناء عند تلك النقطة من الحديث..

" سأترجمها، كي تعرف الحقيقة الخفية فيها."

" وستقول لك هذا مخالف للتعليمات المعمول بها عندنا.."

"ماذا سأفعل؟"

نظر اليها مبتسما واكمل مداخلته، يا حبيبتي سيناء الم تعلمي انه حتى تحين لحظة الكشف عما تحتوي، نستطيع الجزم ان الحقيقة منذ القدم وحتى الآن، هي بيت القصيد لمن يبحثون عنها، والمؤمنون بها، وبالمقابل هناك من يريدون  طمسها، وهم الكافرون بها، هذا هو دأب اهل اليقين، وذات يوم اقسمت ان يهبني الله القوة كي أكون واحدا منهم مهما كلفني الامر. ادعو لي ان انجز الوعد الذي قطعته على نفسي.

في تلك الساعة في صباح آذاري مشمس، مشبع بنسائم منعشة، تهب من الجبال السبعة التي تحيط بعمان، تفتحت شهية سيناء للإفطار، في أحد مطاعم وسط البلد، التي تقدم اكلات شعبية، بعد ذلك الخيال الجامح الذي سرح بها بعيدا، فرأت زوجها مقتولا، مكوما على حافة الرصيف، سألها فجأة:

 " هل تصدقين يا سيناء أني سأُقَتَلُ، انا نوح يا حبيبتي ولست سنوح المسكين.." قاطعته ضاحكة على الاسم الغريب الذي سمعته.

 " ومن سنوح هذا؟"

 " كان صبيا قصيرا جدا، ومصابا بتصلب الرقبة، بحيث كان يتعذر عليه الالتفات يمينا او يسارا، إلا إذا أستدار بجذعه الاعلى، كان يتفرج على الأولاد عندما يلعبون، فيدعونه للمشاركة، ولكنه  كان يرفض دائما، امتاز بقدرته الخارقة على ركل كرة الخرق،عندما تنغمس بمياه المطر، داخل حفرة، فتصير ثقيلة، يركها بقوة على الأولاد فتتسخ ملابسهم، ويجري سريعا، فلا يستطيعون اللحاق به، وكان لا يجيد السباحة كمعظم اولاد محلتنا المجاورة لنهر الكحلاء، الذين تعلموا السباحه وهم في بطون امهاتهم، او امتطاء الدراجة الهوائية كأقرانه الشياطين في الزقاق، فراح بعض الأولاد المشاغبين يسخرون منه، ويصيحون حين يرونه:

 "سنوح بالقبة ينوح"*

فيهرع لأمه باكيا..

"وما الذي ذكرك به؟"

 "رأيته عندما كنت في مدينتنا العمارة آخر مرة، فخطر على بالي الآن"

"ولماذا ؟"

" الاسم، نحن نتشابه بالاسم، بزيادة حرف السين، وما إدراكِ ما السين!"

"عجيب.. قصصك غريبة  يا نوح."

" وما ذنبي.. انا  لم اختلقها، هي قصص واقعية، والواقع أحيانا اغرب من الخيال كما يقال."

" مشكلة.."

" لا مشكلة ولا هم  يحزنون، هكذا هي الحياة، السنوح هناك في الوطن معززا مكرما، ونحن مشردان هنا  في عمان."

 انفجرا ضاحكين بصخب، حتى وصلا وسط البلد، ترجلا من التكسي، ونفح نوح السائق الظريف أجرته، كان الرجل قد اشاركهم مرحهم طوال الطريق،  سارا يدا بيد بمنتهى المرح والسعادة، لمطعم قريب في رواق داخل السوق، جلسا متقابلين الى مائدة، كان المطعم هادئا، وليس كالعادة في ساعات الصبح الأولى، حيث يزدحم بالعمال، الذين يتناولون فيه افطارهم، قبل الذهاب للعمل، جاء النادل بطبقي الفول المدمس مع الخبز البلدي والمخلل، و وبقارورة ماء بارد وكأسين، صفهم بعناية على المائدة، تناولا الطعام على مهل وبشهية كبيرة، ثم شربا الشاي الساخن، دفع الحساب، وعادا للفندق يحلمان بيوم جديد وجميل في عمان، لا يعكرصفوه شيء ينغص سعادتهما، او اخبار مفجعة عن الحرب وتداعياتها المفاجئة. واثناء عودتهما، نظر اليها بإشتهاء، ظهر صارخا في عينيه، فهمت اشتياقه العارم لها، قالت ضاحكة بمرح، سألبي رغبتك يا حبيبي أذا عرفت معنى :

" يلله من حِدَّ  و جِدَّ، وهاك هذا التلميح، إعتدنا ان نقولها صغارا، كلما انتهينا من لعبة نحبها "

تمنت في نفسها ان يعرفها، دون حاجة لتلميح آخر..

اجاب نوح بسرعة مبتسما وهو ينظر اليها شاكرا.

" يعني لنبدأ من جديد."

القبة: تعني الغرفة او الحجرة

النهاية

 

 صالح البياتي

25 نيسان / 2014

..........................

الحلقة الأخيرة من رواية: بيت الأم

 

 

 

في نصوص اليوم